قال الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، إنّ مفهوم الغفلة في الدين هو انشغال القلب والعقل عما يجب على الإنسان فعله وما خُلق من أجله، موضحًا أن الغفلة تؤدي إلى الهلاك في الدنيا والآخرة. واستشهد بقول الله تعالى: «ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها… أولئك هم الغافلون»، مبينًا أن الغافلين هم الذين غابت قلوبهم عن ذكر الله، فصاروا من أهل العذاب.
وأضاف، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس اليوم الخميس، أن الله سبحانه وتعالى حذر من اتباع أهل الغفلة بقوله: «ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا»، مشيرًا إلى أن الغفلة لا تتعلق فقط بالبعد عن الذكر، بل تشمل كل انشغال عن الواجب والرسالة التي خُلق الإنسان لتحقيقها.
وفيما يتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أوضح الدكتور أيمن أن طريقة الاستخدام هي التي تحدد إن كان الأمر يدخل في باب الغفلة أم لا، قائلاً: "لو أنا غرقان فيها لدرجة أني مشغول عن عبادتي أو عن واجباتي أو عن أسرتي، فدي غفلة أكيد". أما الاستخدام الواعي المنضبط، فليس في ذاته غفلة بل قد يكون وسيلة نفع إذا استُخدم في الخير.
وبيّن أن الأطفال في بعض المراحل العمرية غير مكلّفين، لكن التربية المبكرة تصنع الوعي لديهم: "هو مش مكلف، لكن أنت بتغرس جواه دلوقتي القيم اللي هتكمل معاه بعدين، والطفل ينشأ على ما عوده أبوه".
وشدّد على أن القدوة هي المفتاح الأول لمواجهة الغفلة والإدمان الرقمي، موضحًا أنه "لا يمكن للأب أن يقول لابنه قلّل استخدام التليفون وهو نفسه ممسك به ليل نهار، ولا للأم أن تطلب من أولادها التوازن وهي منشغلة عنهم به". وختم بقوله إن الغفلة أو الوعي في التعامل مع السوشيال ميديا تبدأ من البيت ومن سلوك الأهل قبل أن تبدأ من نصائحهم.
