قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الأخلاق المحمدية لم تأتِ مصادفة، بل كانت جزءًا من إعداد إلهي مخصوص لحامل الرسالة، مشددًا على أن المعجزة في شخصية النبي محمد ﷺ بدأت قبل بعثته، وليس بعدها كما يعتقد البعض.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء، أن النبي ﷺ عاش 63 عامًا، منها 40 عامًا قبل البعثة النبوية، مشيرًا إلى أن "ثلثي حياة النبي كانت قبل أن يُبعث بالرسالة، وخلال هذه الفترة، كان معروفًا بين قومه في المجتمع الجاهلي بلقب الصادق الأمين، رغم أن هذا المجتمع كان يعج بالفساد، من شرب للخمر، وأكل أموال اليتامى، وظلم الضعفاء".
وأوضح الجندي أن "هذا الثبات الخُلقي للنبي في بيئة لا تعرف القيم، هو دليل على إعداد إلهي فريد، فالله سبحانه وتعالى صنع نبيه على عينه، كما قال في حق موسى عليه السلام: (ولتصنع على عيني)، فكيف بسيد الخلق؟".
وتابع: "النبي ﷺ لم يكن طالبًا للمكانة، بل كان مطلوبًا، فكل ما طلبه الأنبياء السابقون ناله النبي دون أن يطلب، كما في قوله تعالى: (ألم نشرح لك صدرك)، بينما طلب موسى عليه السلام ذلك بنفسه، وقال: (رب اشرح لي صدري)".
وأشار إلى أن الله أنعم على النبي ﷺ بفضل لم يُمنح لغيره، مثلما جاء في قوله: (إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر)، مضيفًا أن "النبي هو الوحيد الذي ذُكر اسمه مقترنًا بكلمة (أنعمت) في قوله تعالى: (أنعمت عليهم)، وهذا يدل على منزلة النبي الخاصة عند ربه".
وأكد على أن محبة النبي ﷺ واتباعه هما من تمام الإيمان، وأن رضا الله لا يُنال إلا برضا رسوله، مصداقًا لقوله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)، موضحًا أن "للنبي قضاءٌ كما أن لله قضاء، وهذا ما يجب أن يدركه كل مسلم".