تزامنًا مع ذكرى انتصارات أكتوبر، تتجدد الإضاءة على الدور البطولي الذي لعبته المرأة المصرية، التي لم تكتفِ بالصبر والدعاء، بل كانت جبهة داخلية لا تقل قوةً وتأثيرًا عن جبهة القتال. لقد شاركت المرأة بفاعلية في كل ميادين الحياة، المدنية والعسكرية، لتصبح شريكًا أصيلًا في ملحمة النصر.
من سلاح الإشارة إلى المشافي الأمامية
تجسد الدور العسكري للمرأة في مواقع لا يمكن الاستغناء عنها. فقد التحقت المجندات بـسلاح الإشارة لتأمين الاتصالات ونقل المعلومات الحيوية بدقة بين وحدات الجيش، كما عملت أخريات في المصانع الحربية يدًا بيد لتصنيع الذخائر والمعدات تحت ضغط الوقت.
وفي المشافي العسكرية القريبة من الجبهة، قدمت الطبيبات والممرضات أروع الأمثلة في الشجاعة والتفاني، حيث استقبلن المصابين من أبطال العبور في ظروف بالغة القسوة، مجسدات معنى "الجيش الأبيض" الذي لا يخشى خطر القصف.
بطولات العطاء والصمود بالذهب والدم
على الجبهة الداخلية، تحملت الزوجات والأمهات عبء الحياة اليومية بالكامل في غياب الرجال، مؤمّنات بذلك الاستقرار المعنوي للجنود في الميدان.
ولم يتوقف عطاء المصريات عند تحمل المسؤولية، بل سارعن إلى دعم المجهود الحربي بـ:
التبرع بالمال والمصوغات الذهبية الشخصية.
المشاركة في حملات التبرع بالدم التي اكتظت بها المستشفيات والمراكز المتخصصة، لدرجة أن وزارة الصحة اضطرت لوقفها بعد امتلاء المخازن بالاحتياطي اللازم لإسعاف الجرحى.
في ميدان الفن والإعلام، كان صوت المرأة وقلمها قوة دافعة للمعنويات. قدمت فنانات ومذيعات أعمالًا وطنية خالدة، وتبرعن بـأجور حفلاتهن لصالح المجهود الحربي.
من أبرز تلك الأعمال الأغنيات التي تحولت إلى أيقونات للصمود والفداء، مثل أغنية أم كلثوم الوطنية "قوم بإيمان وبروح وضمير.. دوس على كل الصعب وسير"، وأغنية الفنانة شريفة فاضل "أنا أم البطل"، التي جسدت تضحية الأم وفخرها بابنها الشهيد.