أ
أ
اشتهر رجال مكة قبل الإسلام ببراعتهم في
التجارة، وقد افاد الوضع المضطرب في اليمن حينما استولى الحبشة عليها في ترسيخ
مكانة قريش ونفوذها في الجزيرة العربية حيث أصبحت مكة وسيطاً مهما ينقل تجارة
اليمن إلى الشام وفلسطين، وينقل تجارة الشام إلى نجد والحجاز واليمن، وأضحى تجار
قريش أغنى العرب، وصارت مكة مركزاً خطيراً من مراكز الثورة والمال في الجزيرة
العربية.
رحلة الشتاء والصيف
ذكر الله عز وجل رحلة الشتاء والصيف في سورة
قريش، قال تعالى: (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ*إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ*فَلْيَعْبُدُوا
رَبَّ هذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)
وقد قصد برحلتي الشتاء والصيف ما كانت تألفه قريش من الرحلة إلى اليمن في الشتاء،
والرحلة إلى الشام في الصيف من أجل التجارة وغير ذلك، وقد امتن الله عليهم بهذه
النعمة نظراً لأنّهم كانوا يخروجون في أسفارهم ويعودون إلى بلدهم آمنين مطمئنين
نظراً لتعظيم العرب في الجزيرة لهم لأنّهم سكان البلد الحرام، قال تعالى:
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ
حَوْلِهِمْ)، ثمّ أرشدهم الله قريشاً بعد أن ذكر لهم هذه النعمة إلى توحيده وحده
وترك الإشراك به فهو صاحب هذه النعمة العظيمة عليهم، وهو الذي أطعمهم من بعد
الجوع، وآمنهم من الخوف.