أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن مصر تمتلك دائمًا القدرة على إطفاء نيران الحروب والفتن، مشيرًا إلى أن التاريخ يشهد بقدرتها على إخماد نيران المغول والصليبيين وغيرهم، لتصنع من بعد ذلك السلام والحضارة وتحافظ عليهما.
وأوضح الورداني، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي من دعوة لصناعة السلام، يعكس وعي القيادة والشعب المصري بأهمية السلام القائم على القوة المنضبطة والعدالة، لا على الضعف أو التنازل، مؤكدًا أن «القوة ليست في الانجرار إلى الحروب، بل في القدرة على إنهائها بشرف، وفتح أبواب السلام من جديد».
وأضاف أن السلام في حقيقته قوة أخلاقية علّمها لنا الدين الإسلامي، وجعلها النبي ﷺ ركنًا من أركان مكارم الأخلاق، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ»، مؤكدًا أن الشعوب الواعية لا تساوم على سلامها ولا تسمح لغيرها أن يقرر مصيرها.
وأشار أمين الفتوى إلى أن الحدث الذي تشهده مصر حاليًا يمثل مدرسة من مدارس السلام، لأنها تمارس السلام من منطلق القوة والبصيرة، لا من منطلق الخضوع أو التبعية، مضيفًا أن مصر لا تنجر وراء «الصهينة» أو تتبنى منظومتها الفكرية، بل تحافظ على مبادئها الثابتة في دعم المظلومين ورفض العدوان.
وتابع الدكتور الورداني أن السلام ليس تنازلًا، بل تجديد للإنسانية، لأن الله سبحانه وتعالى سمى نفسه "السلام"، وهو أصل من أصول الخلق الإلهي، قائلًا: «هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ»، مشددًا على أن الجمع بين القوة والعدل هو ما يتيح للأمم أن تتحدث باسم السلام لا باسم الظلم.
وأكد أمين الفتوى، على أن السلام ليس غاية سياسية بل فطرة إنسانية، مضيفًا: "كل ما يبتعد عن السلام هو انحراف عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فالله خلق الإنسان محبًّا للطمأنينة، كارهًا للعدوان والظلم، ولذلك فإن السلام هو عنوان الإنسانية وغاية الأديان".