أ
أ
قبل أن يُصبح عادل إمام "الزعيم" الذي يعشقه ملايين العرب، وقبل أن يتربع على عرش الكوميديا والدراما لعقود، كانت البداية بسيطة ومتواضعة. لم يولد نجمًا تحت أضواء الاستوديوهات، بل تشكلت موهبته فى مكان قد يبدو غريبًا على عالم الفن: كلية الزراعة بجامعة القاهرة.
البذرة الأولى.. في كلية الزراعة
وُلد عادل إمام في 17 مايو 1940 بحي الحلمية، ونشأ وسط أحياء القاهرة الشعبية، حيث تفتح وعيه الأول. بعد حصوله على الثانوية العامة، لم يتجه إلى معهد الفنون، بل التحق بكلية الزراعة، لكن قلبه كان يزرع بذور حلم آخر: المسرح.
داخل جدران الكلية، التحق بفريق التمثيل الجامعي، وهناك كانت الانطلاقة. لم يكن مجرد هاوٍ، بل كان شغوفًا حتى النخاع، لدرجة أنه كان يبيع كتبه الدراسية ليشتري كتبًا عن المسرح!
أول الأدوار.. وولادة الشخصية المسرحية
شارك عادل إمام فى مسرحيات عديدة خلال دراسته، من بينها:
"البخيل" لموليير، إلى جانب الفنانة محسنة توفيق.
"النورس" لتشيكوف، حيث تقمص دور عجوز ستيني حتى أثّر الدور على سلوكه الشخصي.
"ثورة الموتى"، التي حصد بها المركز الأول على مستوى الجامعات عام 1960.
وقد وصفته مجلة "الشروق" الطلابية الصادرة عن كلية الزراعة بـ:
"الطالب الصعلوك.. المشخصاتي المتفاني"،
في إشارة إلى موهبته اللافتة وتمرده الإبداعي، لا انتقاصًا منه.الزعيم والعمدة.. صداقة بدأت من مقاعد الدراسة
من القصص اللافتة أيضًا، أن الفنان الكبير صلاح السعدني كان مراسلًا صحفيًا في نفس المجلة، وشارك لاحقًا في الفريق المسرحي تحت قيادة عادل إمام. كانت بدايتهما الفنية وصداقة العمر من داخل كلية الزراعة، حين منح "الزعيم" زميله الخجول أول فرصة مسرحية قائلاً له:
"يا صلاح.. إنت اللى هتعمل الدور".
من المسرح الجامعي إلى الشاشة الكبيرة
لم تمر موهبة إمام مرور الكرام؛ فسرعان ما انتقل من العروض الجامعية إلى المسرح القومي، ثم إلى الشاشة، حيث قدم أول أدواره المعروفة في فيلم "أنا وهو وهي" عام 1964 بدور المحامي دسوقي أفندي. ومن هناك، انطلقت مسيرته الذهبية.
لماذا أحب الناس عادل إمام؟
لأنه يمثل المواطن المصري الحقيقي.
لأنه صادق ومخلص لفنه.
لأنه ذكي في اختياراته ولا يترك شيئًا للصدفة.
لأنه ببساطة: يعرف كيف يضحكنا ويبكينا في آنٍ واحد.
