السبت، 05 ربيع الثاني 1447 ، 27 سبتمبر 2025

في اليوم العالمي للأنهار... أنقذوا نهر النيل من التلوث والجفاف قبل فوات الأوان

مصر-النيل-الأرصاد-القاهرة
نهر النيل
أ أ
techno seeds
techno seeds
يحتفل العالم في الأحد الرابع من شهر سبتمبر كل عام بـ اليوم العالمي للأنهار، الذي يصادف هذا العام يوم 28 سبتمبر 2025، وذلك للتذكير بأهمية الأنهار كمصدر أساسي للمياه العذبة والطاقة والغذاء، وضرورة الحفاظ عليها في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.

الأنهار ليست مجرد مجاري مائية، بل شرايين حياة تمد الأرض بما تحتاجه للبقاء. ومع تزايد موجات الجفاف وتراجع تدفق المياه خلال السنوات الأخيرة، أصبح من الضروري تبني رؤى استراتيجية تحافظ على هذه الموارد الحيوية، وفي مقدمتها نهر النيل.

نهر النيل.. شاهد على التاريخ ومصدر للبقاء

يُعد نهر النيل أطول أنهار العالم بطول يقارب 6,650 كيلومترًا، وقد شهد على نشوء الحضارة المصرية القديمة التي ازدهرت على ضفافه، ولا يزال حتى اليوم مصدر حياة لأكثر من 100 مليون مصري.
ومع ذلك، يواجه النيل تحديات بيئية خطيرة تهدد استدامته، أبرزها التلوث بمصادره المختلفة، والتغيرات المناخية التي أثرت بشكل كبير على مستويات المياه فيه.
مصادر التلوث في نهر النيل
بحسب تقارير صادرة عن اليونسكو والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن نهر النيل يعاني من عدة مصادر تلوث رئيسية:
الصرف الصناعي: يشمل تصريف المعادن الثقيلة السامة مثل الزئبق والرصاص والكادميوم.
الصرف الزراعي: نتيجة الإفراط في استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات، ما يترك بقايا خطرة في المياه.
التلوث البلاستيكي: الناتج عن النشاطات البشرية ورمي المخلفات في المياه وعلى ضفاف النهر.
حقائق مقلقة وأرقام صادمة
يوجد في العالم 165 نهرًا رئيسيًا، ويُعد نهر النيل أطولها.
تنتج الأنهار ما لا يقل عن 12 مليون طن من الأسماك سنويًا، وتُعد الدلتا مناطق زراعية غنية يعيش فيها نحو 500 مليون نسمة.
انخفضت أعداد الفقاريات في المياه العذبة بنسبة 81% منذ عام 1970، وفق تقرير الأمم المتحدة.
يُصنف 36% من أنواع أسماك المياه العذبة بأنها مهددة بالانقراض.
يعاني 3.6 مليارات شخص من نقص المياه لمدة لا تقل عن شهر سنويًا، وقد يتجاوز العدد 5 مليارات شخص بحلول عام 2050.
الأعوام الخمسة الأخيرة (2020 - 2024) شهدت تراجعًا هائلًا في تدفقات الأنهار.
عام 2023 سجل أعلى مستويات جفاف الأنهار عالميًا منذ أكثر من 30 عامًا.

كيف نحافظ على نهر النيل مسؤوليتنا جميعًا

يدعو مجلس الوزراء المصري - مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، كافة المواطنين إلى تبني سلوكيات مسؤولة لحماية النيل، تبدأ من الممارسات اليومية البسيطة، وصولًا إلى المشاركة المجتمعية في المبادرات البيئية.

أبرز التوصيات

عدم إلقاء القمامة أو المخلفات المنزلية أو الحيوانات النافقة في نهر النيل أو الترع والمصارف.
تجنب رمي البلاستيك والزجاجات أو المواد صعبة التحلل في مياه النهر أو على شواطئه.
عدم تصريف الزيوت أو المنظفات الكيميائية أو الأدوية في الأحواض أو المراحيض، تجنبًا لوصولها إلى النيل.
الامتناع عن البناء أو الردم على جوانب النهر أو الجزر النيلية لما يمثله من خطر بيئي وقانوني.
الحفاظ على نظافة المراسي وأماكن الانتقال النهري.
نشر الوعي البيئي بين أفراد الأسرة والمجتمع، وشرح أهمية النيل بلغة بسيطة.
المشاركة في حملات تنظيف النهر أو مراقبة التلوث.
الاعتناء بالمساحات الخضراء والأشجار القريبة من النهر لما لها من دور في تنقية الهواء والماء.
للمستقبل الحفاظ على نهر النيل لم يعد خيارًا، بل واجب وطني وإنساني، يفرض على الجميع مؤسسات وأفرادًا أن يتحدوا لحماية هذا النهر العظيم من التدهور، لضمان استمراريته كمصدر للحياة، لا لنا فحسب، بل لأجيال قادمة تستحق أن ترى نيلًا نظيفًا حيًا نابضًا كما عرفه الأجداد.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة