أكد الدكتور علي سالم، أستاذ مساعد علم النفس بكلية الآداب جامعة حلوان، أن العنف داخل الأسرة—سواء كان باللفظ أو باليد—أسلوب كارثي يدمّر العلاقة بين الزوجين، ولا تتوقف آثاره عندهما فقط، بل تمتد لتشكّل اضطرابات ومخاوف عميقة لدى الأبناء، كما حدث مع المتصلة التي أصبحت تخشى الارتباط خوفًا من تكرار تجربة والديها.
أوضح خلال حديثه مع الإعلامية مروة شتلة، في برنامج "البيت" على قناة الناس، أن تعرض الأبناء لمشاهد عنف منزلي يزرع بداخلهم عقدًا نفسية قد تظهر لاحقًا في شكل خوف شديد من الزواج، أو بحث عن "الحب المفقود" في علاقات مضطربة، أو حتى الإصابة ببعض اضطرابات الشخصية مثل اضطراب الشخصية الحدّية، وهي اضطرابات شائعة في البيوت المفككة أو التي يكثر فيها النزاع.
وأضاف الدكتور علي سالم أنه إذا كانت الفتاة تعاني من شعور بالدونية، أو جلد للذات، أو خوف مفرط من الارتباط، أو اندفاع غير طبيعي نحو أي علاقة يمنحها الاهتمام، أو إيذاء للنفس، فهذه جميعها مؤشرات لاضطراب تشكّل بسبب بيئة منزلية سيئة، وهنا تصبح الحاجة ضرورية لزيارة متخصص نفسي لتقييم درجة الاضطراب وتحديد خطة العلاج المناسبة. أما إذا كان الأمر مجرد خوف زائد من تكرار تجربة الأم، دون أي أعراض أخرى، فربما يكون الأمر "فوبيا الارتباط"، وهذا أيضًا يحتاج إلى جلسات تساعد في كسر الأفكار الخاطئة وإعادة بناء الثقة.
وشدد على أن الحل ليس بالاستشارة العشوائية من صديقة أو جارة، بل باللجوء إلى متخصص حقيقي، مؤكدًا توفر خدمات العلاج النفسي في المستشفيات الحكومية الكبرى بأسعار رمزية، مثل القصر العيني، والدمرداش، والحسين الجامعي، حيث توجد أقسام نفسية مجهزة وأطباء قادرون على تصحيح الأفكار المشوّهة التي خلّفتها ذكريات عنف الطفولة، حتى تتمكن الفتاة من استعادة توازنها العاطفي وتكمّل حياتها بشكل صحي.



