أكد الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أن ما يعيشه الشباب من غربة عن لغة القرآن والسنة والعلوم الشرعية يمثل وجعًا دينيًا ومجتمعيًا في آن واحد، مشددًا على أن أزمة فقدان اللغة العربية لا تؤثر على الأفراد وحدهم، بل على المجتمع كله، وعلى ما يُعرف بالهوية.
وأوضح الهواري، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن اللغة هي الوعاء الذي يحمل الفكر والتاريخ والعلوم والشخصية والقيم والأخلاق، وإذا ضاعت اللغة ضاع ما تحمله من تراث وتاريخ، مضيفًا أن الحفاظ على اللغة واجب على الجميع، أفرادًا ومؤسسات، وأنه لا يقتصر على العلماء أو المسؤولين فقط.
وأشار إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في أن الجيل الحالي شديد الارتباط بالتقنية والحياة الرقمية، حيث باتت التكنولوجيا تؤثر على مشاعر الشباب ولغتهم وتوجهاتهم، وهو ما يفرض على المسؤولين والمفكرين والمؤتمرات في الأمة أن تكون لهم بصمة حقيقية في مواجهة هذه الفجوة اللغوية والتقنية.
وأضاف الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية أن سبب لجوء الشباب إلى اللغات الأجنبية المفروضة عبر التقنية يعود إلى ضعف وجود بدائل عربية قوية في هذا المجال، سواء في البرمجة أو في التطبيقات التكنولوجية، ما يستدعي بذل جهود حقيقية لتمكين اللغة العربية من المنافسة والانتشار في الفضاء الرقمي.