تزايدت المخاوف في السنوات الأخيرة حول تراكم بقايا المبيدات على المحاصيل الزراعية، وما قد تسببه من مخاطر صحية، خاصة مع الاستخدام المكثف للمبيدات عالية الفاعلية واتباع ممارسات زراعية غير دقيقة.
يتمثل أحد التحديات الرئيسية في أن المبيدات قد تترك بقايا على سطح الأوراق أو داخل النباتات، والتي يمكن أن تدخل إلى الجهاز الهضمي للمستهلك أو تمتص عبر القشور غير المغسولة.
تعتبر مصر من الدول التي تستخدم كمية من المبيدات تعادل حوالي 100 غرام للفرد سنويًا، وهو ما يعتبر أقل من المتوسط العالمي الذي يقارب 385 غرامًا للفرد. ورغم أن هذا الفارق يعكس تفاوتًا في الاستخدام، فإنه يشير إلى ضعف في ضبط الجودة بشكل عام.
أحد الأسباب الرئيسية لتراكم المبيدات هو التخزين غير السليم أو احتفاظ المزارعين بكميات مبيدات غير مستخدمة، بالإضافة إلى تغييرات في تشريعات استيراد بعض الأنواع، مما يؤدي إلى بقاء كميات منها في المخازن الزراعية لفترات طويلة.
ولتجنب هذه المخاطر الصحية، يمكن اتباع عدة سبل عملية للتخلص الآمن من المبيدات المتراكمة، ومنها:
التخلص من المخزونات القديمة عبر تنظيم دورات تدريبية تخصصية من قبل مديريات الزراعة.
استخدام المعالجة البيولوجية، مثل استخدام بكتيريا أو فطريات قادرة على تحلل المواد الكيميائية الضارة.
التحول التدريجي إلى مبيدات منخفضة الفاعلية أو حيوية، بهدف تقليل تركيز البقايا في المحاصيل.
إعادة تدوير العبوات الفارغة بطريقة آمنة بيئيًا، من خلال شطفها ثلاث مرات، ثم تقطيعها وكبسها.
تدريب المزارعين على الممارسات الآمنة للرشه، وضبط الجرعات والفترات الزمنية المناسبة بين رش المحاصيل وجني المحصول.
تشير الدراسات إلى أن تراكم بعض المبيدات على الخضروات والفواكه قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز العصبي أو تأثيرات هرمونية مزمنة.
وتزداد خطورة هذا التراكم في الأعمار الحساسة مثل الأطفال وكبار السن. وعليه، فإن الحل لا يكمن في منع استخدام المبيدات بالكامل، بل في التحكم العلمي والمراقب لاستخدامها، مع ضرورة التبديل إلى بدائل أكثر أمانًا، بالإضافة إلى دور رقابي فعال لفحص العينات في الحقول والأسواق.
