في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر على طبيعة الزراعة في مطروح، تتجه زراعة مطروح إلى زراعة محاصيل شتوية جديدة تتسم بالتحمل والجودة، منها عباد الشمس والذرة الشامية، خاصة في واحة سيوة التي توفر بنية تحتية وأراضي خصبة ملائمة لهذا التحول الزراعي.
قال المهندس أحمد أبو الكمال، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة مطروح، إن المديرية تبنت خطة للتوسع في زراعة المحاصيل الشتوية الجديدة التي تتلاءم مع التغيرات المناخية وندرة الموارد المائية، وذلك في إطار جهود الدولة لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية.
وأوضح "أبو الكمال", في تصريحات خاصة لـ"أجري نيوز", أن من بين هذه المحاصيل، تأتي الزراعات الزيتية مثل عباد الشمس، والذي يُعد من أهم المحاصيل الاقتصادية التي تتحمل الجفاف نسبيًا، ولا تتطلب كميات كبيرة من المياه، إضافة إلى الذرة الشامية، التي تُستخدم في تصنيع الأعلاف وتُسهم في تقليل فجوة الاستيراد من خامات الأعلاف الحيوانية.
وأشار إلى أن واحة سيوة تمثل نقطة انطلاق مثالية لهذه الزراعات، نظرًا لوجود أراضٍ خصبة، ومياه جوفية معتدلة الملوحة، وبنية تحتية زراعية متطورة نسبيًا تسمح بزراعة مساحات واسعة.
وأضاف أن اعتماد هذه المحاصيل الجديدة يأتي استجابة لتوصيات المعاهد البحثية الزراعية، التي أكدت على أهمية التحول إلى محاصيل أكثر تحملًا للتغيرات المناخية، خصوصًا في المناطق الصحراوية وشبه القاحلة، مثل مطروح، التي تعتمد على الأمطار الموسمية أو المياه الجوفية في الزراعة.
وأكد وكيل الوزارة أن المديرية تعمل بالتنسيق مع مركز البحوث الزراعية على توفير أصناف محسّنة من البذور ذات الإنتاجية العالية والمقاومة للظروف المناخية القاسية، بالإضافة إلى برامج تدريبية وإرشادية للمزارعين حول أفضل الممارسات الزراعية، بما يضمن نجاح الموسم الشتوي المقبل.
واختتم "أبو الكمال" تصريحه بالتأكيد على أن هذا التوجه الجديد نحو زراعة محاصيل استراتيجية وزيتية يمثل نقلة نوعية في منظومة الزراعة بالمحافظة، من حيث تحسين الدخل القومي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، واستغلال الموارد الطبيعية بشكل مستدام.
