أكد الدكتور صلاح يوسف، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق، أن منظومة الدعم الحكومي التقليدية لم تعد حلاً مناسبًا للواقع الاقتصادي الحالي، مشددًا على أن العودة لدعم المنتجات أو القطاعات المختلفة "أمر غير مجدٍ"، بل قد يتحول إلى "شماعة تُعطل الدولة وتمنح مبررًا لضعف الأداء الحكومي".
وأوضح يوسف في تصريحات خاصة لـ"اجري نيوز"، أن المطلوب اليوم هو إصلاح شامل لآليات التسعير وضبط الأسواق وسعر الصرف، لأن الدعم الحكومي لا ينجح إذا كانت الأسعار العالمية وسعر صرف العملة الأجنبية غير مستقرَين.
وقال يوسف إذا كان سعر الصرف غير مضبوط، فلن يكون لأي دعم فائدة حقيقية، وسينعكس سلبًا على الفلاح والمستهلك".
وفي سياق متصل شدد الوزير الأسبق على أن الاستثمار في البحث العلمي والتكنولوجيا الزراعية الحديثة هو الطريق الحقيقي لدعم الفلاح وتطوير الإنتاج، مؤكدًا أن التقدم الزراعي لن يتحقق دون الاعتماد على المعرفة والابتكار.
وأشار يوسف إلى أن التكنولوجيا الحديثة في الزراعة لا تهدف إلى إلغاء دور الفلاح، بل إلى تعزيز إنتاجيته وخدمة الأراضي الزراعية بشكل أكثر كفاءة.
وأضاف يوسف نحن لا نستغني عن الفلاح، بل نحتاجه إلى جانب الباحث والعلم والتقنية، لأن مستقبل الزراعة مرهون بالتعاون بين هذه العناصر الثلاثة".
ودعا يوسف إلى تعزيز دور الباحثين الزراعيين ودعمهم بشكل مباشر، باعتبارهم صمام الأمان لتحديث القطاع الزراعي وضمان الأمن الغذائي.
كما أكد يوسف أهمية أن يكون هناك اهتمام حكومي ومجتمعي أكبر بالبحث العلمي في كافة الاتجاهات، وليس فقط في مجال الزراعة، مشيرًا إلى أن هذا التوجه سيخفف الأعباء عن الدولة ويُحسّن الإنتاج ويخفض الأسعار.
واختتم الوزير الأسبق تصريحه قائلاً لسنا بحاجة إلى دعم نقدي، بل إلى فكر جديد وتنظيم فعّال، يستند إلى العلم، ويعطي للفلاح والباحث معًا دورًا محوريًا في نهضة الدولة".