أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن مطلع سورة طه يحمل رسالة عظيمة تبين أن هذا الدين لم يُنزل ليكون شقاءً للإنسان، بل جاء رحمةً وسعادةً للبشرية كافة، موضحًا أن قوله تعالى: «طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى» هو ردٌّ إلهي على كل من يظن أن الدين طريق للمشقة أو العناء.
وقال الدكتور أبو عمر خلال تصريحات تليفزيونية ، إن هذا الاستهلال القرآني الجليل هو حجة على كل من يتعامل مع الدين بمنطق التشدد أو الغلو أو التعسير على الناس، مشيرًا إلى أن الإسلام منهج رباني قائم على اليسر والرحمة، لا على المشقة والعنت، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان النموذج الإنساني الأسمى لتطبيق هذا المنهج القرآني في حياته وسلوكه.
وأضاف أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم جسّد القرآن في أفعاله وأقواله، كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «كان خلقه القرآن»، أي أنه كان قرآنًا يمشي على الأرض، يأمر بالرفق والرحمة ويبتعد عن الغلو والتشدد.
وأوضح أن من يخالف هذا النهج الرباني أو يفرض على نفسه أو على الناس ما لم يأمر به الله، فقد ابتعد عن جوهر الدين ومقاصده العليا، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن هذا الدين يُسر، ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه»، أي أن من يتكلف في الدين ما لا طاقة له به، يُغلب وتضيع ثمرات عمله.
ولفت إلى أن الإسلام دين السعادة والتوازن، وأن من سار على هدي القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وجد في الدين راحته وسعادته في الدنيا والآخرة.
 
                             
						 
								

 
                             
                            

