أوضحت الدكتورة شيرين زكي، وكيل نقابة الأطباء البيطريين السابق، مدى أمان استهلاك الزبدة ومنتجات الألبان المختلفة في ظل رصد حالات إصابة بمرض الحمى القلاعية في بعض مناطق مصر، وجاءت تصريحاتها بعد تزايد التساؤلات بين المواطنين حول خطر انتقال المرض من الحيوان للإنسان، خاصة مع اقتراب موسم الشتاء، وارتفاع معدلات استهلاك الألبان والزبدة في العديد من الأطعمة اليومية.

وأكدت زكي عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي،  أن الحمى القلاعية مرض حيواني أساسًا، ولا يشكل خطورة كبيرة على الإنسان، وأن الحالات البشرية المصابة بالمرض نادرة جدًا، وتكون غالبًا أعراضها طفيفة، وتختفي تلقائيًا دون الحاجة لأي تدخل طبي مكثف. ولفتت إلى أن أغلب المخاوف المتعلقة بالزبدة ومشتقات الألبان مبالغ فيها، مشددة على أهمية الالتزام بالإرشادات الصحية والبيطرية لضمان السلامة.

طبيعة مرض الحمى القلاعية وانتقاله للإنسان

يعتبر مرض الحمى القلاعية من الأمراض الفيروسية المعدية التي تصيب الماشية بأنواعها المختلفة، بما في ذلك الأبقار والأغنام والماعز، ويتسبب في ظهور تقرحات وحمى وارتفاع درجة الحرارة. وأوضحت الدكتورة شيرين زكي أن انتقال المرض للإنسان ممكن، لكنه يحدث فقط في حالات محدودة، مثل:
التلامس المباشر مع إفرازات الحيوان المصاب، مثل اللعاب أو الإفرازات الأنفية أو الجروح المفتوحة على الجلد.
تناول ألبان غير مغلية أو غير مبسترة، حيث يمكن للفيروس أن يظل موجودًا إذا لم تتم معالجة المنتج حراريًا.
تناول لحوم غير مطهية جيدًا من حيوانات مصابة.


وأكدت زكي أن هذه الطرق هي السبب الرئيسي لحالات العدوى النادرة، وأن اتباع معايير السلامة الغذائية يضمن حماية المستهلكين بشكل كامل. وأشارت إلى ضرورة التفريق بين الحمى القلاعية ومرض "اليد والقدم والفم" الذي يصيب الأطفال، مؤكدة أن كلا المرضين يختلفان تمامًا في الأعراض وخطورة الانتقال.

حساسية فيروس الحمى القلاعية للحرارة

أوضحت الدكتورة شيرين أن فيروس الحمى القلاعية حساس جدًا للحرارة، مما يجعل المنتجات المعالجة حراريًا آمنة تمامًا للاستهلاك. لذلك، تنصح دائمًا بـ:
غلي الألبان قبل استهلاكها إذا كانت غير مبسترة.
استخدام المنتجات المبسترة مثل الزبدة الصناعية والزبدة المعالجة حراريًا، لأنها خضعت لدرجة حرارة عالية تقتل معظم الميكروبات.
الطهو الجيد للحوم لضمان قتل أي فيروس محتمل قبل الاستهلاك.
وأشارت إلى أن هذه الإجراءات تضمن حماية المستهلكين وتقلل بشكل كبير أي احتمال للعدوى البشرية.

الزبدة المبسترة وآمانها

فيما يخص الزبدة المبسترة، أوضحت زكي أنها آمنة تمامًا لأنها تعرضت لعملية البسترة التي تتضمن حرارة عالية ثم تبريد سريع، ما يقضي على معظم الميكروبات والفيروسات المحتملة. وأكدت أن الزبدة المبسترة يمكن استخدامها في الأطعمة الباردة والساخنة على حد سواء، سواء في الطهي أو في إضافة المنتجات إلى الحلويات والأطعمة اليومية.

الزبدة البلدي: نصائح الاستخدام الآمن

أما بالنسبة للزبدة البلدي، فقد أكدت الدكتورة زكي ضرورة شرائها من مصادر موثوقة ومعروفة. وأوصت باستخدامها فقط في الأطعمة المطهية التي تتعرض لحرارة كافية لقتل أي ميكروبات محتملة، محذرة من استهلاكها في الأطباق الباردة أو الحلويات غير المطهوة. وأوضحت أن الحيوان المصاب غالبًا ينقطع عن إدرار اللبن أو يقل إنتاجه بشكل ملحوظ، مما يقلل من كمية المنتج المتاح للاستهلاك المباشر.

تحويل الزبدة إلى سمن: ضمان الأمان

أشارت زكي إلى أن تحويل الزبدة إلى سمن عبر الغلي يعد طريقة فعالة لضمان أمان استهلاكها، حيث أن تعرضها لحرارة عالية يضمن قتل أي ميكروبات محتملة، سواء كانت فيروسية أو بكتيرية هذه الطريقة مناسبة للاستخدام المنزلي وللأغراض الطهوية المختلفة، وتعد وسيلة تقليدية موثوقة لضمان سلامة المنتجات.
اختتمت الدكتورة شيرين زكي تصريحاتها بالتأكيد على أهمية حفظ الزبدة في الثلاجة بشكل مستمر للحفاظ على جودتها وقيمتها الغذائية. كما نصحت باستخدام الفريزر لتخزين كميات كبيرة، مشيرة إلى أن التخزين السليم يساهم في الحفاظ على الزبدة لفترات أطول ويقلل من احتمال فسادها أو تلوثها.

التوعية الصحية وأهمية الالتزام بالإرشادات البيطرية

أكدت زكي أن التوعية الصحية للمستهلكين تعتبر جزءًا أساسيًا من مواجهة أي أمراض حيوانية معدية، وأن الالتزام بالإرشادات البيطرية والصحية يضمن حماية الفرد والأسرة من المخاطر المحتملة. وشددت على أن نشر المعلومات الدقيقة حول الحمى القلاعية والفرق بينها وبين الأمراض الأخرى يسهم في تقليل الذعر بين المواطنين ورفع مستوى السلامة الغذائية.

دور وزارة الزراعة والجهات المعنية

ذكرت الدكتورة شيرين زكي أن الجهات الرسمية، بما في ذلك وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي والهيئة العامة للخدمات البيطرية، تتابع حالات الحمى القلاعية بشكل دقيق، وتطبق الإجراءات الوقائية اللازمة، بما في ذلك:
فحص الحيوانات بشكل دوري.
منع تداول الألبان غير المبسترة في الأسواق.
تقديم التوعية للمزارعين حول التعامل الآمن مع الحيوانات المصابة.
التأكد من معالجة اللحوم والألبان حراريًا قبل الوصول إلى المستهلكين.
وأوضحت أن هذه الإجراءات تعزز من أمان استهلاك المنتجات الحيوانية وتقوي الثقة بين المستهلكين والمزارعين.

التوصيات العملية للمواطنين

وقدمت زكي مجموعة من التوصيات العملية للمستهلكين لضمان سلامتهم عند استهلاك الزبدة والألبان:
استهلاك المنتجات المبسترة بشكل أساسي، لأنها خضعت لمعالجة حرارية فعالة.
غلي الألبان غير المبسترة قبل شربها أو استخدامها في الطهو.
طهو اللحوم جيدًا قبل استهلاكها للتأكد من قتل أي فيروس محتمل.
شراء الزبدة البلدي من مصادر موثوقة، وتجنب استخدامها في أطعمة باردة.
تحويل الزبدة إلى سمن عند الرغبة في استخدام آمن على المدى الطويل.
التخزين الصحيح في الثلاجة أو الفريزر للحفاظ على الجودة ومنع التلوث.