أ
أ
في يوم عرفة، الذي يُعد من أفضل الأيام التي يُستحب صيامها لما له من فضل عظيم في تكفير ذنوب عامين، يكثر التساؤل بين المسلمين حول حكم صيام هذا اليوم لمن لم يصم الأيام الثمانية التي تسبقه, في هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي في هذه المسألة.
فضل صيام يوم عرفة وتكفير الذنوب:
أكدت دار الإفتاء المصرية أنه يُستحب صوم يوم عرفة لغير الحاج، ولو لم يَصُم الأيام الثمانية التي تسبقه. واستشهدت الدار في منشور لها على فيسبوك بما رواه مسلمٌ عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ». هذا الحديث الشريف يؤكد على استحباب صيام يوم عرفة دون اشتراط اقتران صومه بصيام ما قبله.ويُقصد بتكفير ذنوب السنة القادمة أن الصيام يحول بين العبد المسلم وبين ارتكاب الذنوب في تلك السنة.

مكانة يوم عرفة وفضائله:
يُعد يوم عرفة يومًا عظيمًا يحمل العديد من الفضائل التي تبرز مكانته في الإسلام:أحد أيام الأشهر الحرم: قال الله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾. ويوم عرفة يقع ضمن شهر ذي الحجة، وهو أحد الأشهر الحرم (ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، رجب).
أحد أيام أشهر الحج: قال الله عز وجل: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾، وهي: شوال، ذو القعدة، وذو الحجة.
أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها: قال الله تعالى: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾. وقد فسر ابن عباس رضي الله عنهما الأيام المعلومات بأنها عشر ذي الحجة.
قسم الله تعالى به: أقسم الله به ضمن الأيام العشر التي أقسم بها في قوله تعالى: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾، وهذا يُشير إلى عظم فضله وقدره.
تنويه للحجاج:
تُؤكد دار الإفتاء على أنه يُكره صيام يوم عرفة لحجاج بيت الله الحرام إذا تسبب هذا الصيام في حصول المشقة أو الضعف في الوقوف على جبل عرفات، الذي يُعد الركن الأعظم في الحج, الهدف هو تمكين الحاج من أداء ركن الحج بتركيز وطاقة كاملة.بهذا التوضيح، تُزيل دار الإفتاء اللبس حول صيام هذا اليوم المبارك، داعيةً المسلمين إلى اغتنام فضله العظيم في التقرب إلى الله والدعاء.