ارتبط اسم جبل عرفات بعدة تسميات، أبرزها "جبل الرحمة"، لما يناله الحجاج فيه من نفحات ربانية ورحمة إلهية، حيث يُستجاب فيه الدعاء وتتنزل فيه البركات. 

كما يُعرف بأسماء أخرى منها: جبل القرين، وجبل النابت، وجبل إلال، وهو الشعيرة الوحيدة من شعائر الحج التي تقع خارج حدود الحرم المكي.

وتُشير الروايات إلى أن السبب في تسميته بـ"عرفات" يعود إلى اللقاء الذي جمع بين آدم وحواء بعد أن أنزلهما الله من الجنة إلى الأرض في مكانين مختلفين، فتعارفا والتقيا بهذا الموضع، فسُمي "عرفات" نسبةً إلى هذا التعارف، وهو مروي في العديد من الآثار المنقولة عن الديانات السابقة.

أين يقع جبل عرفات؟

يقع جبل عرفات في الطريق الرابط بين مكة المكرمة والطائف، على بُعد 22 كيلومترًا تقريبًا من مكة، و10 كيلومترات من منى، و6 كيلومترات من مزدلفة، يُعد الوقوف بعرفة الركن الأعظم في الحج، كما ورد في الحديث النبوي الشريف: "الحج عرفة".

كيف يتم الوقوف بعرفة؟

يبدأ الحجاج بالتوجه إلى عرفات بعد المبيت في منى ليلة التاسع من ذي الحجة، مرددين التلبية: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك".
ويُستحب للحاج أن ينزل بنمرة إلى وقت زوال الشمس، فإن لم يتيسر، فليكن في أي موضع داخل حدود عرفات.

مع زوال الشمس، يستمع الحجاج إلى خطبة يوم عرفة التي تُلقى في مسجد نمرة، ثم يُصلون الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين، وبعدها يُنصحون بالانشغال بالدعاء والتضرع والاستغفار إلى غروب الشمس.

ما هي حدود عرفة؟

بحسب لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، فإن جميع أراضي عرفات تصلح للوقوف، باستثناء وادي عرنة، استنادًا إلى حديث النبي ﷺ: "عَرَفَاتٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ إلَّا بَطْنَ عُرَنَةَ".

وقد تم وضع علامات واضحة في الوقت الحاضر لتحديد حدود عرفة بدقة لضمان عدم تجاوزها، إذ أن من يقف خارج الحدود لا يُحتسب حجه باتفاق الفقهاء.

ما هو وادي عرنة؟

وادي عرنة هو أحد أودية مكة الشهيرة، يمر بالقرب من مسجد نمرة عند طرف عرفات الغربي، ويُعد من الأودية التي تحمل سيولًا جارية. 
يفصل هذا الوادي بين مشعري مزدلفة وعرفة، وقد نهى الرسول ﷺ عن الوقوف فيه لأنه لا يُعد جزءًا من عرفة.

وهكذا يظل يوم عرفة من أعظم أيام المسلمين، بمكانه الجغرافي وتاريخه الروحي، لما يحمله من مغفرة ورحمة وشرف الزمان والمكان، كونه أحد أركان الحج الكبرى، ومحطة يجتمع فيها ضيوف الرحمن بمشاعر خاشعة تقربًا إلى الله.