في قلب الصعيد، وتحديدًا في مركز المنيا، فيه قرية اسمها "البرجاية" مش أي قرية، دي أشهر قرية بتزرع "الأكلة الشعبية" اللي ما بنستغناش عنها: البطاطس، وخصوصًا في العروة الشتوية.

البرجاية دي هي رقم واحد في زراعة البطاطس، ومؤخرًا بقت في المرتبة الثانية في زراعة النباتات الطبية والعطرية اللي بتيجي بعد المحصول المبكر. أهل القرية دول شاطرين جدًا في الزراعة، لدرجة إنهم في سنين معينة نجحوا في تصدير البطاطس لدول أوروبا وآسيا! وده خلاها مركز لـ "بورصة البطاطس"، وفتح مئات فرص الشغل طول السنة، عشان بيزرعوا البطاطس على عروتين: عروة شتوية بتاخد كل أرض القرية، وعروة صيفية بتتقاسم الأرض مع النباتات الطبية والعطرية.

"ميلاد حبيب"، واحد من المزارعين اللي بقاله حوالي 25 سنة بيزرع بطاطس، بيقول إن الفرق الوحيد دلوقتي هو الإنتاج، الفدان بقى يجيب من 8 لـ 10 طن، مع إن الفدان بيحتاج حوالي 2 طن تقاوي. وبيفرح ميلاد لما يلاقي المحصول شكله حلو السنة دي، وده بيبان من كتر الزهور البيضاء اللي مالية الأرض وبتدل على إن المحصول كويس.

وبيضيف ميلاد إن زراعة البطاطس لازم تكون على "مصاطب" والمسافة بين كل شتلة والتانية 30 سم، عشان ندي مساحة كفاية للنمو الخضري للبطاطس. وبيأكد إن الحشائش بتضر المحصول وتقلل الإنتاج، عشان كده لازم نسيب مسافات عشان البطاطس تكبر براحتها.


"إسحق فاروق"، مزارع تاني من البرجاية، بيقول إن في العروة الشتوية، لو نزلت أرض القرية مش هتشوف غير البطاطس، يمكن كام فدان برسيم علف للمواشي، والباقي كله بطاطس! مش بس كده، مزارعين القرية بيستأجروا أراضي في الظهير الصحراوي أو الأراضي الطينية عشان يزرعوا البطاطس، وده بسبب خبرتهم الكبيرة اللي اكتسبوها على مدار سنين طويلة في الزراعة. لدرجة إن القرية دي كانت في يوم من الأيام مركز تصدير البطاطس لأوروبا وآسيا.

أما "ناجي عامر"، اللي قضى عمره كله في زراعة البطاطس، بيقول إنها من المحاصيل اللي بتجيب خير وبتغير حال المزارع لو الأرض جادت والمحصول بقى كويس. وأهم حاجة بتميز البطاطس إنها بتوفر فرص شغل لأهل القرية طول السنة، سواء في الزراعة أو الحصاد أو النقل، وحتى ستات البيوت بيلاقوا شغل في موسم الحصاد.

من ناحية تانية، المهندس محمد عبد الرحمن محمود، وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، بيقول إنهم بيعملوا لقاءات كتير مع مديري الإدارات الزراعية والتعاونية، عشان يناقشوا خطة الموسم الشتوي وتحديث بيانات الحيازات الزراعية. كمان بيبحثوا أهداف زراعة كل المحاصيل، وعلى رأسها القمح "الذهب الأصفر".

وأكد وكيل الوزارة إنهم وجهوا بإطلاق حملات توعية في كل القرى عشان الفلاحين يمشوا على التوصيات الفنية والإرشادية، وينشروا طريقة زراعة القمح على مصاطب، لأنها بتزود إنتاجية الفدان وبتقلل استهلاك الأسمدة الكيماوية ومياه الري. وشدد على إنهم بيحلوا أي مشاكل، وبيأكدوا على توفير مستلزمات الإنتاج في الجمعيات، وكمان بيظبطوا منظومة كارت الفلاح، وبيتعاملوا بحسم مع أي تعديات على الأرض الزراعية. ده كله بيوري قد إيه وزارة الزراعة بتهتم بالمحاصيل الشتوية عشان تزود إنتاجية الفدان.