قالت الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن الناس بتضايق من مصطلح "الشخصية النرجسية" لأن غالبًا ما بيكون مرتبط بالأذى، سواء أذى نفسي أو معنوي أو حتى جسدي، مضيفة: "احنا مش بنتكلم عن عيب بسيط، لأ، بنتكلم عن نمط شخصية ممكن يكون سام ومؤذي للناس اللي حواليه، وخاصة الشريك أو الأبناء."
وأضافت أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن الشخصية النرجسية درجات: "مش كل نرجسي لازم يكون بيشتم أو بيمد إيده، في نرجسي لسانه طويل بس مش عنيف، وفي نرجسي تاني بيمارس صمت عقابي أو بيكسر في نفسية الطرف التاني كل يوم، فده نوع من الأذى برضه، حتى لو ما كانش واضح أو مباشر".
وكشفت أن في نوعين من الشخصيات النرجسية، وهما: "نرجسي ظاهر أو معلن: وده بيبان على طول، بيتكلم عن إنجازاته، ممتلكاته، علاقاته، حياته الناجحة، وبيبقى مستني طول الوقت إعجاب الناس بيه، والثاني نرجسي خفي: وده أخطر، لأنه بياخد شكل الطيبة والضعف، ويمثل دور الضحية، ويقول: "أنا أفقر خلق الله"، أو "أنا كل الناس ظلماني"، لكنه في الحقيقة بيسحب الطاقة النفسية من اللي حواليه وبيمارس نوع من الابتزاز العاطفي، وبيخلي اللي حواليه دايمًا في حالة ذنب أو شفقة عليه".
وأوضحت: "الفرق بين الاثنين في الشكل مش في الجوهر، ده بيقول أنا رائع، والتاني بيقول أنا مظلوم، لكن الاتنين بيتكلموا عن نفسهم، وعايزين ياخدوا من اللي حواليهم إعجاب، تعاطف، دعم، سيطرة... بس كل واحد بطريقته".
وأشارت إلي أن فهم الفروق مهم جدًا، لأن "النرجسي الخفي ممكن يكون أكتر إرهاقًا من الظاهر، لأنه مش سهل تتعرف عليه في الأول، وبيبقى داخل في حياتك بشكل ناعم ولطيف لحد ما تكتشف إنك مستنزَف تمامًا".