أ
أ
وجه خبراء الزراعة مزارعي القمح بعدم الإفراط في الري، مؤكدين أن نجاح محصول القمح لا يقتصر على مرحلة الزراعة فقط، بل يبدأ منذ الإعداد الجيد للأرض، إذ إن أي خلل في تنفيذ العمليات الزراعية يؤثر بشكل مباشر على جودة المحصول وكميات الإنتاج النهائية.
مشاكل التغريق لمحصول القمح
وأوضح الخبراء أن انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء يزيد من حدة مشاكل التغريق لمحصول القمح ، خاصة في الأراضي الطينية وسيئة الصرف، مشددين على أهمية الاعتدال في الري وضرورة التخلص السريع من المياه الزائدة بعد الري كأحد أهم عوامل نجاح زراعة القمح.
وأشاروا إلى أن التغريق يحدث نتيجة زيادة مياه الري مع غياب أو سوء شبكة الصرف، أو بسبب عدم إدراك بعض المزارعين لخطورة بقاء المياه لفترات طويلة في التربة ويؤدي ذلك إلى تحول التربة إلى تربة غدقة مشبعة بالمياه، ما يتسبب في استنفاذ الأكسجين وتحولها إلى بيئة غير هوائية.
توقف جذور القمح عن النمو وامتصاص العناصر الغذائية
وبيّن الخبراء أن هذه الظروف تؤدي إلى توقف جذور القمح عن النمو وامتصاص العناصر الغذائية، وانغلاق الثغور النباتية، مما يعيق عملية التمثيل الضوئي. كما يتحول النيتروجين في التربة من صورة ميسرة إلى صورة غير ميسرة، وهو ما يُعد الخطر الأكبر على النبات.
نبات القمح و امتصاص النيتروجين
وأضاف خبراء الزراعة ، أن نبات القمح في هذه الحالة يصبح غير قادر على امتصاص النيتروجين اللازم، فيلجأ إلى سحبه من الأوراق القديمة، ما يؤدي إلى اصفرارها وتوقف عملية التفريع (التخليف) وتكوين أوراق جديدة. وتتحول الأوراق السفلى إلى اللون الأصفر اللامع ثم تموت، بينما يظهر الاصفرار الشاحب على الأوراق العليا.
وأكد الخبراء أن هذه الأعراض تُلاحظ بكثرة خلال شهر يناير، خاصة في المناطق سيئة الصرف مع زيادة الري، حيث تظل التربة رطبة لفترات طويلة وتظهر عليها بقع خضراء من الفطريات، كما تنبعث منها رائحة كريهة عند فحصها، ما يدل على سوء التهوية وزيادة الرطوبة.
ودعا الخبراء مزارعين القمح إلى الالتزام ببرامج الري الموصى بها وتحسين الصرف الحقلي لتجنب الخسائر المحتملة في محصول القمح.



