السبت، 12 ربيع الثاني 1447 ، 04 أكتوبر 2025

رحلة الأرز في مصر: من 4500 فدان في عهد محمد علي إلى إنتاجية قياسية تتجاوز 4.5 طن للفدن

ارز
رحلة الأرز في مصر: من 4500 فدان في عهد محمد علي إلى إنتاجية قياسية تتجاوز 4.5 طن للفدن
أ أ
techno seeds
techno seeds
يشكل الأرز محصولاً غذائياً عالمياً بالغ الأهمية، وشهدت زراعته في مصر على مدار قرنين تطورات نوعية، انطلاقاً من جهود معهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، وهو الجهة المسؤولة عن 31 محصولاً استراتيجياً، على رأسها الأرز والقمح.

وتتركز أهداف المعهد حول أربعة محاور رئيسية: استنباط أصناف قصيرة العمر وموفرة للمياه، زيادة الإنتاجية، تعزيز مقاومة المحاصيل للأمراض والآفات، وتحمل الإجهادات الناتجة عن التغيرات المناخية. وتُدعَم هذه الجهود بتوفير التوصيات الفنية وإنتاج تقاوي المربي والأساس بالتعاون مع الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي والقطاع الخاص.

المحطات الرئيسية في رحلة الأرز المصري:

البداية التاريخية (1812): كان محمد علي باشا أول من أسس لزراعة الأرز في مصر عام 1812، بـ 4500 فدان، وكانت الإنتاجية لا تتجاوز 600 كجم للفدان. وبدأت الأبحاث الفعلية لتحسين الأصناف في عام 1917.

ذروة الطفرة البحثية (1987): شهد هذا العام تدشين مركز بحوث الأرز في محطة سخا بكفر الشيخ، ليصبح مركزاً بحثياً جامعاً لجهود المعاهد المختلفة للارتقاء بهذا المحصول الاستراتيجي.

القفزة النوعية (منتصف التسعينيات): رغم أن الرقعة الزراعية بلغت مليوني فدان في أواخر الثمانينيات، إلا أن الإنتاجية لم تتجاوز 2.4 طن للفدان. وقد تحققت الطفرة الحقيقية بفضل نقل التكنولوجيا واستنباط أصناف جديدة قصيرة العمر (115-120 يوماً بدلاً من 160 يوماً)، مما رفع متوسط الإنتاجية إلى 4 أطنان للفدان.

نجاحات موفرة للمياه ومقاومة للملوحة:

أسهمت الأصناف المستنبطة في تحقيق مردود بيئي واقتصادي كبير يتماشى مع خطط الدولة لترشيد استهلاك المياه، حيث انخفضت كمية المياه المطلوبة من 8.5 آلاف متر مكعب إلى 5 آلاف متر مكعب للفدان. بالإضافة إلى ذلك، يعد الأرز محصولاً استصلاحياً يحمي الأراضي الشمالية من تسرب ملوحة مياه البحر.

أحدث الإنجازات وكسر حاجز الإنتاجية:

نجحت الجهود البحثية في استنباط سلالات وأصناف عالية الجودة، مثل جيزة 177 وجيزة 178، وتوالى بعدها استنباط أكثر من 16 صنفاً تجارياً.

وتمثل أحدث النجاحات التي أعلنت عنها وزارة الزراعة في استنباط صنفين جديدين يتميزان بإنتاجية فائقة تجاوزت 4.5 طن للفدان، وقدرة كبيرة على تحمل الظروف البيئية المتغيرة. وتتميز هذه الأصناف بمقاومتها للأمراض وانخفاض استهلاكها للمياه، مما يضمن أن تطوير حديقة الحيوان ليس مجرد عملية تطوير عادية، بل نقلة نوعية تواكب أحدث النظم العالمية، وسيكون مصدر فخر لكل المصريين عند افتتاحه.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة