أ
أ
في إنجاز طبي يضع مصر في صدارة الابتكار التكنولوجي للكشف عن سرطان الثدي، حصلت منصة "كليرتي بريست" على ترخيص رسمي من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وبذلك، تصبح "كليرتي بريست" أول أداة معتمدة تعمل بالذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن خطر الإصابة بسرطان الثدي، وذلك بالاعتماد على صور الماموجرام وحدها.
ثورة في التنبؤ بالمخاطر عبر الذكاء الاصطناعي
المنصة الجديدة، التي طورتها شركة "كليرتي" المصرية بدعم من مؤسسة أبحاث سرطان الثدي، تمثل تقدمًا غير مسبوق في تقنيات التنبؤ بالسرطان بالذكاء الاصطناعي, تعتمد الأداة على تحليل أنماط دقيقة في أنسجة الثدي لا يمكن للعين البشرية رؤيتها، دون الحاجة إلى بيانات جينية معقدة أو استبيانات شخصية مطولة.
وفقًا للشركة، يمكن دمج هذه الأداة بسهولة في أنظمة التصوير الطبي الحالية بالمستشفيات والمراكز المصرية، لتوفر تقييمًا دقيقًا للمخاطر الشخصية للإصابة بسرطان الثدي خلال فترة الخمس سنوات المقبلة, هذا سيُمكّن الطبيبات والطواقم الطبية من تقديم رعاية استباقية أكثر فعالية وإنقاذ المزيد من الأرواح.
صرحت الدكتورة كوني ليمان، أخصائية تصوير الثدي ومؤسسة شركة كليرتي، قائلة: "من خلال تقديم تقييمات مخاطر معتمدة، يمكننا المساعدة في توسيع نطاق الوصول إلى الكشف المبكر والوقاية لإنقاذ حياة النساء في كل مكان".

عدالة في الرعاية الصحية: نهج شامل لجميع السيدات
على عكس نماذج التنبؤ الحالية، التي غالبًا ما تعتمد على أعمار النساء وتاريخهن العائلي وتُبنى على بيانات لنساء من أصول أوروبية، تم تطوير "كليرتي بريست" ليشمل تمثيلًا دقيقًا للنساء من خلفيات عرقية متعددة, هذا النهج يضمن عدالة أكبر وفعالية أعلى في تقييم المخاطر، ويُقلل الفجوات في الرعاية الصحية.
أظهرت دراسة تحليلية واسعة، شملت أكثر من 30 ألف صورة ماموجرام، أن العديد من النساء في الأربعينيات من العمر يواجهن مستويات خطر مماثلة أو أعلى من النساء في الخمسينيات والستينيات، مما يؤكد أهمية الكشف المبكر بغض النظر عن العمر.
من جانبها، قالت الدكتورة درية العشري، المديرة العلمية في مؤسسة أبحاث سرطان الثدي: "من مميزات الأداة الجديدة تقليل الفجوات في الرعاية الصحية وضمان وصول النساء من كل الفئات إلى أدوات تشخيص دقيقة، وهو هدف محوري في مهمتنا لتحقيق الإنصاف في علاج سرطان الثدي".
إطلاق وشيك في 2025 ودعوة للوعي
من المتوقع أن تُطلق شركة "كليرتي" منصتها تجاريًا بنهاية عام 2025، لتكون متاحة في جميع المستشفيات ومراكز التصوير المصرية، بالإضافة إلى منصات الرعاية الصحية الرقمية, تدعو مؤسسة الأبحاث النساء إلى مناقشة فكرة الفحص المبني على المخاطر مع الأطباء، والمطالبة بإدراج هذه الخدمة ضمن تغطية التأمين الصحي، لتعزيز الوعي بأهمية الكشف المبكر والوقاية.
لا يزال سرطان الثدي يشكل تحديًا عالميًا، حيث تُشخص أكثر من 2.3 مليون امرأة سنويًا حول العالم، وكثير منهن يواجهن التشخيص في مراحل متأخرة، دون تاريخ عائلي أو عوامل خطر واضحة, تمثل "كليرتي بريست" بارقة أمل جديدة في التصدي لهذا المرض وإنقاذ الأرواح.