أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن الاحتفال في الإسلام ليس أمرًا غريبًا عن الشريعة، بل هو أمر فطري وإنساني، وقد تعود المسلمون على مدار التاريخ، خاصة في مصر، على التعبير عن فرحتهم في المناسبات الدينية الكبرى مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، وهما العيدان اللذان أقرهما النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، مؤكدًا أن مظاهر الفرح والاحتفاء ترتبط في أصلها بمولد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي كان سببًا في وجود كل هذه المناسبات المباركة.
وأوضح الدكتور أيمن أبو عمر، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن حب النبي صلى الله عليه وسلم لا يُقاس بالحسابات أو المعايير العقلية الصارمة، بل هو شعور ينبض به القلب ويترجمه العمل، مضيفًا: "فرحتنا بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لا تحتاج إلى تقييم أو توصيف، فهي تعبير صادق عن المحبة، تمامًا كما قال أحدهم إن زيارة النبي في العمرة ليست من واجبات العمرة، لكنها من واجبات المحبة".
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه احتفى بيوم مولده بالصيام، كما جاء في الحديث الشريف حين سُئل عن صيام يوم الاثنين، فقال: "ذاك يوم ولدت فيه"، مبينًا أن الصحابة والعلماء من بعده استحبوا إحياء يوم مولده بقراءة السيرة، وإطعام الطعام، والتهادي، وذكر شمائله وأخلاقه، اقتداءً بهديه وسنّته.
وشدد على أن أعظم صور الاحتفاء بالنبي صلى الله عليه وسلم هي في اتباع أخلاقه، ومعاملة الناس بسماحة ورحمة، بعيدًا عن الجفاء أو التشدد، وقال: "إذا كنا نحتفل بمولد النبي الكريم، فلنُترجم ذلك إلى سلوك عملي، نتحلى فيه بالرفق، والرحمة، والخلق الكريم، تمامًا كما كان صلى الله عليه وسلم".
وقال: "إن مولد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مجرد حدث تاريخي، بل كان بداية عهد جديد من الرحمة الإلهية إلى البشرية كلها، فقد أشرقت الأرض بنوره، وتغيّر حالها برسالته، وهو القائل: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، فاحتفالنا به يكون بالقول، وبالقلب، وبالعمل، وبالاتباع، فهو الأسوة والقدوة إلى يوم الدين".