أجاب الدكتور إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول وجوب صلاة الاستخارة قبل كل أمر في الحياة، مثل الخروج لمشوار مهم أو التقديم لوظيفة، موضحًا أن صلاة الاستخارة معناها تفويض الأمر لله تعالى وطلب اختياره لما فيه الخير للعبد.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات، ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، أن الاستخارة تُشرع عندما يكون الإنسان في حيرة بين أمرين أو أكثر، فيتجرد من هوى النفس ويطلب من الله أن يختار له الأصلح، مبينًا أن كثيرًا من الناس يستخيرون وهم منحازون لنتيجة معينة، وهذا مخالف لأدب الاستخارة التي تقوم على التسليم الكامل لقدر الله.
وأضاف أن الاستخارة يمكن أن تُصلّى لأي أمر مباح أو مشروع يرغب الإنسان في الإقدام عليه، مثل الزواج، أو السفر، أو اختيار وظيفة، أما الأمور الواجبة كالصلوات أو الحج أو الصيام فلا استخارة فيها لأنها مطلوبة شرعًا، وكذلك لا تجوز الاستخارة في فعل الحرام أو الذهاب لمكان محرّم.
وأشار إلى أن نتيجة الاستخارة تتجلى مع الأحداث؛ فإذا تيسّر الأمر فهو علامة على أن فيه الخير، وإذا تعسّر أو توقف فهو علامة على أن صرفه عن العبد خير له، مستشهدًا بدعاء الاستخارة الذي علّمه النبي ﷺ لأصحابه.
وأكد الدكتور عبد السلام بأن بركة الاستخارة تريح القلب وتبعد الندم، وتجعـل الإنسان راضيًا بالقضاء والقدر، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾ [الحديد: 23].