أكد الدكتور مصطفى ثابت، رئيس تحرير جريدة الفجر، أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم سلاحًا ذا حدين، يستخدم في مجالات التطوير والبحث العلمي، لكنه في الوقت ذاته يُستغل في تزييف الوعي وصناعة الأكاذيب الرقمية، من خلال صور وفيديوهات يصعب على المشاهد العادي التفرقة بينها وبين الحقيقة.
وأوضح ثابت، في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي جعلنا نرى يوميًا نماذج جديدة من المحتوى المزيف، سواء في مصر أو على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن بعض المقاطع المصورة التي شغلت الرأي العام مؤخرًا، مثل فيديو "الحوت الذي ابتلع مدربته"، أو "الزرافة التي قفزت في نهر النيل"، كانت جميعها مفبركة بالكامل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، ورغم ذلك تفاعل معها الملايين باعتبارها أحداثًا حقيقية.
وأضاف رئيس تحرير الفجر أن الحل لمواجهة هذه الظاهرة هو استخدام التكنولوجيا لمكافحة التكنولوجيا نفسها، من خلال رفع الوعي العام لدى المواطنين حول كيفية التعامل مع المحتوى الرقمي، وتعريفهم بطرق التحقق من صحة الصور والفيديوهات المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد على أهمية أن تقوم المؤسسات الأكاديمية والمهنية بتنظيم ندوات ومحاضرات توعوية في الجامعات والمدارس ومراكز الشباب، بهدف تعليم الناس كيفية اكتشاف المواد المفبركة، والتمييز بين الحقيقة والزيف، لأن "تزييف الوعي" أصبح خطرًا لا يقل عن أي تهديد أمني.
وأشار ثابت إلى أن بعض أدوات الذكاء الاصطناعي يمكنها المساعدة في كشف المحتوى المزور أيضًا، موضحًا أنه يمكن للمستخدم أن يستعين بمنصات متخصصة لفحص مدى مصداقية الفيديو أو الصورة، فضلًا عن ضرورة تحكيم المنطق قبل تصديق أي محتوى غير مألوف أو مبالغ فيه.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن المعركة مع تزييف الوعي لا تُحسم بالقوانين فقط، بل بالوعي والمعرفة والقدرة على التفكير النقدي، لأن من يمتلك الوعي يمتلك الحصانة ضد التضليل.



