قال الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن الشعور بالعجز عن تنظيم الوقت لا يعني بالضرورة ضعف الإيمان، لكنه يرتبط بمدى استحضار الإنسان لقيمة النعمة التي بين يديه، موضحًا أن الوقت ليس مجرد وسيلة دنيوية بل هو من أصول النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، ويجب تعظيمها والحرص عليها.
وأوضح الدكتور نبوي، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن من فروع النعم ما يتعلق بالعلم والجسد والأذكار، وهي نعم عظيمة لكن الوقت والزمن يُعد من أعظم أصول النعم، لأنه لا يُعوّض، مشيرًا إلى أن إدراك هذه القيمة هو أول خطوة نحو ضبط النفس وتحسين إدارة الوقت، وأن الإيمان بالله تعالى يُولّد داخليًا شعورًا بالمسؤولية تجاه كل لحظة تمر في العمر.
وأكد أن من عمق الإيمان مراقبة الإنسان لكل ما يفعله، وأن يسأل نفسه دومًا: هل هذا نافع؟ هل هذا يرضي الله؟، لافتًا إلى أن هذا النوع من المراقبة الذاتية يخلق مناعة داخلية تحول دون ضياع الوقت في الملهيات أو المحرمات أو ما لا ينفع.
وأشار الدكتور أحمد نبوي إلى أن الإيمان الحقيقي يجعل الإنسان حريصًا على أن يكون وقته موزعًا بين أمور الدين والدنيا، بين الصلاة والعمل، بين برّ الوالدين وصلة الأرحام، وبين أداء الوظيفة أو الدراسة، مبينًا أن ضياع الوقت غالبًا ما يحدث عندما يختل هذا التوازن وتتأثر هذه الأولويات، خصوصًا بسبب الانشغال الزائد بوسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد على أن حسن إدارة الوقت ليس مهمة صعبة لمن أدرك قيمته، قائلًا: "إدراكك لأهمية الوقت، والتزامك بالأساسيات اليومية كالصلاة والعمل والعلاقات الأسرية، هو ما يجعل يومك منتظمًا، وإن الإيمان حين يكون حيًا في القلب، فإنه يحفظ الإنسان من تبديد نعمة الوقت التي هي رأس ماله في هذه الحياة".