وسط أجواء يسودها الفرح والرضا بعد شهور من الكفاح، بدأ مزارعو قرية منشأة خشبة التابعة لمركز القوصية بمحافظة أسيوط، في جني ثمار محصول الكركديه، بعد موسم زراعي استمر نحو ثمانية أشهر منذ منتصف مارس الماضي وحتى نوفمبر الجاري.
ويشهد الموسم الحالي وفرة في الإنتاج وارتفاعاً في الأسعار، مما أدخل البهجة على قلوب الفلاحين، خاصة في ظل الإقبال الكبير على المحصول لما يتمتع به من فوائد صحية واقتصادية.
تتراوح أسعار الكركديه هذا العام بين 150 و240 جنيهاً للكيلوجرام من النوع البلدي، وفقاً لدرجة الجفاف وجودة المحصول. وتبدأ زراعته سنوياً في شهري مارس وأبريل، فيما يمتد موسم الحصاد من أواخر أكتوبر حتى نهاية نوفمبر.

ويقول ممدوح سالم، أحد مزارعي القرية، إن متوسط إنتاج الفدان الواحد يتراوح ما بين 350 إلى 400 كيلوجرام، موضحاً أن الكركديه يصلح للزراعة في الأراضي الطينية والرملية، وأن الإنتاجية تختلف باختلاف جودة التقاوي ونوع الأسمدة ومدى اهتمام المزارع بالمحصول.
تتم عملية حصاد الكركديه على ثلاث مراحل؛ تبدأ بخلع النباتات من الأرض، ثم مرحلة التقشير التي تقوم بها غالباً السيدات، وأخيراً مرحلة التجفيف التي يتم خلالها نشر الأزهار تحت أشعة الشمس لمدة تتراوح بين 7 و10 أيام حتى تصل إلى درجة الجفاف المطلوبة.
من جانبه، وصف المهندس الزراعي ناجي جمعة الكركديه بأنه "الذهب الأحمر المصري"، مشيراً إلى أنه من أهم المحاصيل الاقتصادية التي تدعم دخل الفلاحين وتنعش السوق المحلي، نظراً لارتفاع أسعاره وزيادة الطلب عليه في الأسواق المحلية والعالمية. وأضاف أن الكركديه يُستخدم في الأدوية لعلاج بعض الحالات مثل تطهير الأمعاء من الميكروبات والجراثيم، ومعالجة الصفراء عند الأطفال وضغط الدم، فضلاً عن كونه المشروب المفضل لدى الكثيرين.
وأوضح جمعة أن الكركديه يدخل أيضاً في صناعات غذائية مثل المربى وحلويات الأطفال، كما يُستخدم في تغذية الماشية لتقليل تكاليف الأعلاف، مما يحقق استفادة مزدوجة للمزارع.

وأشار إلى أن زراعة الكركديه من الزراعات الموفرة للمياه والسماد، إذ تتحمل النباتات الجفاف نسبياً ولا تحتاج إلى الري إلا مرة أو مرتين طوال فترة النمو، حسب طبيعة الأرض الزراعية.
يُذكر أن محافظة أسيوط تضم نحو 12 ألف فدان مزروعة بالكركديه، لتصبح واحدة من المحافظات الرائدة في إنتاج هذا المحصول الاستراتيجي الذي يمثل مصدر دخل هاماً لآلاف الأسر الريفية.



