أ
أ
تعد سباقات الهجن واحدة من أعرق الرياضات العربية التي تجمع بين الأصالة والحداثة، وتحظى بشعبية كبيرة في محافظة جنوب سيناء، حيث تُنظم بشكل دوري مهرجانات مخصصة لهذه الرياضة على مضامير خاصة تُستخدم لهذا الغرض.
وقد أصبح هذا الموروث البدوي جزءًا لا يتجزأ من ثقافة المنطقة، وهو ليس فقط مصدرًا للمتعة والتسلية بل يسهم أيضًا في دعم الاقتصاد المحلي بفضل العائدات المادية الكبيرة التي يحققها.
مواصفات الهجن المتنافسة
الهجن التي تشارك في هذه السباقات تتمتع بمواصفات خاصة تؤهلها لخوض هذه المنافسات الشديدة. في البداية، يجب أن تكون الإبل من سلالات عربية أصيلة، ذات أجسام رشيقة وقوية.
من السمات المميزة للهجن المتسابقة أنها تمتلك رقبة طويلة وأرجل قوية، ويجب أن يتراوح وزنها ما بين 500 إلى 600 كيلو جرام، مما يساعدها على التحرك بسرعة ومرونة خلال السباقات.

مراحل تدريب الهجن من الترويض إلى السرعة العالية
تتطلب إعدادات الهجن للسباقات عدة مراحل تدريبية دقيقة.
تبدأ المرحلة الأولى مع الترويض، حيث يتم تعويد الجمل على الانصياع والتجاوب مع مدربه.
في هذه المرحلة، يُربط رأس الجمل بحبل يتم تثبيته في جذع شجرة ويُطلب منه التملص، مما يساعد على تقوية عزيمته وصبره.
ثم تأتي المرحلة الثانية وهي الشداد، حيث يتم تثبيت خشب على ظهر الجمل ليتعلم كيفية حمل الوزن والتعامل مع المقاومة. في المرحلة الثالثة، يبدأ ركوب الجمل، حيث يتم ربطه بجمل آخر ليبدأ بتعلم ركوب العصا والتكيف على قيادة المدرب له.
أخيرًا، تأتي المرحلة الأخيرة، وهي تدريب الجمل على الجري السريع. يبدأ الجمل بسباقات تمهيدية قصيرة تصل إلى 2 كيلومتر، ويزداد المسافة تدريجيًا حتى يصل إلى 10 كيلومترات. هذا التدريب القاسي يساعد الهجن على زيادة سرعتها وتحقيق أفضل النتائج في السباقات النهائية.
السباقات وتكنولوجيا التحكم الحديثة
إلى جانب التقاليد العريقة في سباقات الهجن، شهدت هذه الرياضة تطورًا تكنولوجيًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة. كانت السباقات في الماضي تُدار من قبل أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 إلى 15 عامًا، إذ كانوا يتمتعون بالوزن الخفيف الذي يساعد الجمل على الجري بسرعة.
اليوم، تطورت هذه العملية باستخدام التكنولوجيا الحديثة حيث يتم تزويد الإبل بروبوتات خاصة تُثبت في مؤخرة الجمل، بينما يتحكم صاحب الجمل في سرعته باستخدام جهاز تحكم عن بُعد.

مضامير السباقات: من نويبع إلى شرم الشيخ
قد بدأت سباقات الهجن في الماضي في مناطق بدوية محدودة، مثل المنطقة بين نويبع وطابا، حيث كانت تُستخدم الطرق الترابية كمضامير لهذه السباقات. واليوم، أصبحت محافظة جنوب سيناء تمتلك أكبر مضمار لسباقات الهجن على مستوى مصر في مدينة شرم الشيخ، حيث تم تجهيز المضمار على أعلى مستوى ليكون المكان المثالي للمنافسات العالمية.



