تُعد طرق تغذية الأسماك داخل المزارع السمكية من العوامل الأساسية التي تحدد مدى نجاح أنظمة الاستزراع السمكي، حيث تلعب جودة وكفاءة الغذاء المقدم دورًا مباشرًا في تعزيز مناعة الأسماك وقدرتها على مقاومة الظروف البيئية المختلفة والأمراض.
وعلى الرغم من أن الأسماك في البيئات الطبيعية تعتمد على التغذية الذاتية من خلال ما يتوفر في المياه من طحالب وهائمات نباتية، إلا أن أنظمة الاستزراع تتطلب توفير أعلاف صناعية متكاملة.
وتُصنع هذه الأعلاف من مكونات أساسية مثل مسحوق السمك، مسحوق اللحم، فول الصويا، إلى جانب خليط من الفيتامينات والأملاح المعدنية الضرورية.
وتتميز تغذية الأسماك عن غيرها من الكائنات المستزرعة كالدواجن والماشية، بكونها تحتاج إلى نسب عالية من البروتين، نظرًا لاحتواء المادة الجافة في أجسام الأسماك على نسبة بروتين تتراوح ما بين 60% و93%.
وهذا ما يفسر الحاجة الماسة إلى أعلاف غنية بالبروتين لضمان نمو صحي وسليم.
ويُعد البروتين إلى جانب الدهون والكربوهيدرات من أهم مصادر الطاقة للأسماك، لكن ما يميز الدهون هو احتواؤها على ضعف كمية السعرات الحرارية مقارنة بالمكونات الأخرى.
لذلك، فإن معدل التغذية في أنظمة الاستزراع السمكي غالبًا ما يتراوح ما بين 3% إلى 5% من وزن السمكة، لضمان تحقيق التوازن بين النمو وتوفير الطاقة دون الإفراط في التغذية.
ورغم أن الأسماك في الطبيعة نادرًا ما تعاني من أمراض ناتجة عن نقص الفيتامينات، إلا أن الأمر يختلف في أنظمة الاستزراع.
فإذا لم تحتوِ الأعلاف المقدمة على كميات كافية من الفيتامينات، فقد يؤثر ذلك سلبًا على الجهاز الهضمي والمناعة، مما يجعل الأسماك أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
وتُعد الدهون أيضًا مخزونًا مهمًا للطاقة في أجسام الأسماك، إذ تتحول الكميات الزائدة من الغذاء غير المستخدم إلى دهون تُخزن لاستخدامها لاحقًا، مما يجعلها عنصرًا غذائيًا رئيسيًا في النظام الغذائي للأسماك داخل المزارع.