تربية الماعز والأغنام تعد من الأنشطة التقليدية العريقة المرتبطة بالثقافة العربية، حيث لها جذور تاريخية متجذرة في حياة المجتمعات الريفية، وارتبطت بحياة الفلاحين والبدو عبر الأجيال، لتصبح جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية والمورد الأساسي للبروتين الحيواني في البيوت الريفية.
تتميز مشاريع تربية الماعز والأغنام بالمرونة والجدوى الاقتصادية الكبيرة، فهي لا تتطلب رأس مال ضخم كباقي مشاريع الإنتاج الحيواني، مما يجعلها مناسبة للشباب والمزارعين الصغار وربات البيوت الراغبين في دخل إضافي.
كما توفر هذه المشاريع مصدرًا ثابتًا للبروتين الحيواني عالي الجودة وسريع التولد، ما يساعد في سد الفجوة الغذائية وتحقيق عوائد اقتصادية جيدة.
من أبرز مميزات تربية الماعز والأغنام سرعة التكاثر وتعدد التوائم مقارنة بأنشطة الإنتاج الداجني، مع قدرة عالية على مقاومة الأمراض، ما يقلل من المخاطر الصحية ويوفر رعاية أقل تكلفة.
كما أن صغر حجم هذه الحيوانات يسهل عمليات التكاثر والتلقيح وزيادة الإنتاج في فترات زمنية قصيرة، ما ينعكس إيجابًا على حجم الأرباح للمربين.
وعن العلاقة بين المحاصيل الزراعية وإنتاج الأعلاف الحيوانية، فإن تربية الماعز والأغنام تتكامل مع الزراعة ولا تتعارض معها، حيث يمكن زراعة الفول والبرسيم والذرة ضمن الدورة الزراعية للفلاح لتوفير أعلاف طبيعية ومغذية، بالإضافة إلى كونها عناصر طبيعية مُخصبة للتربة، مما يزيد من الإنتاجية ويحقق قيمة مضافة.
تُعد الطبيعة نفسها محفزًا للاستثمار في تربية هذه الحيوانات، إذ تُتيح المراعي الطبيعية في الأراضي المطرية فرصًا للتغذية على الأعشاب الطبيعية، ما يقلل التكلفة ويعزز الإنتاجية.
كما توفر هذه المشاريع بديلًا غذائيًا مهمًا في أوقات الشح أو انخفاض إنتاج البروتين الحيواني من الماشية الكبيرة، مما يجعل الاستثمار في تربية الماعز والأغنام خيارًا اقتصاديًا وزراعيًا مستدامًا.