تشتية النحل تُعد من العمليات الحيوية في تربية نحل العسل، وتهدف إلى ضمان بقاء وسلامة الطائفة خلال فصل الشتاء، وتعزيز قدرتها على استئناف نشاطها بكفاءة مع بداية فصل الربيع، مما ينعكس إيجابًا على إنتاجية العسل.
يُقصد بتشتية النحل تمضية فصل الشتاء داخل الخلية في ظروف مناسبة، تُراعي الطبيعة البيولوجية للنحل بوصفه من الحشرات ذوات الدم البارد، والتي تتأثر سلبًا بانخفاض درجات الحرارة، مما يستلزم توفير بيئة دافئة وآمنة داخل الخلية.
تعتمد التشتية الناجحة على ثلاثة عناصر أساسية: المنحل كموقع عام يجب أن يكون محميًا من الرياح والبرد، ومسكن النحل أي الخلية نفسها التي يجب تأمينها وعزلها جيدًا للحفاظ على حرارة مناسبة، وطائفة النحل، وهي الجزء الأهم الذي يتطلب رعاية دقيقة تشمل التغذية، والتأكد من وجود ملكة نشطة وكاملة، مع فحص الحالة الصحية للطائفة بشكل منتظم.
فيما يخص الجانب الوقائي، يُنصح ببدء تنفيذ برامج مكافحة الأمراض منذ بداية شهر سبتمبر، بالتزامن مع نهاية موسم فرز العسل، وخاصة مكافحة "الفاروا" الذي يُعد من أكثر التهديدات شيوعًا. ويبدأ فحص الطوائف بدقة مع مطلع أكتوبر، وذلك للتأكد من وجود ملكة سليمة، وفحص البراويز من حيث خلوها من الأمراض، وتوافر الغذاء اللازم للطائفة.
كما يُراعى خلال هذه المرحلة التأكد من وجود كثافة نحلية مناسبة داخل الخلية، لضمان إنتاج طائفة قوية عند انتهاء فترة الشتاء، الأمر الذي يعزز من جودة وكفاءة الإنتاج في الموسم التالي.
