تُعد تربية الماعز من المشاريع الزراعية المهمة والمربحة، خاصة في المناطق الريفية، بسبب قلة تكاليفها وسهولة إدارتها مقارنة بأنواع الثروة الحيوانية الأخرى. الماعز حيوانات قوية وتتحمل الظروف البيئية الصعبة، وتُنتج الحليب واللحم والسماد، مما يجعلها مصدر دخل جيد للمزارعين.

طرق تربية الماعز

يمكن تربية الماعز بطريقتين: مكثفة أو شبه مكثفة.
في النظام المكثف، يتم تربية الماعز داخل الحظائر أو على منصات مرتفعة، باستخدام فراش سميك من مواد مثل قش الأرز أو قشر الفول السوداني.

في هذا النظام، لا يُسمح للماعز بالرعي في الخارج. يجب تغيير الفراش كل 6 أشهر وتقليبه من وقت لآخر لتجنب الروائح الكريهة، مع الاهتمام بالنظافة للحد من العدوى الطفيلية. الماعز تحتاج إلى مساحة تقريبًا 15 قدم مربع لكل رأس، ويمكن استخدام ألواح خشبية أو شبك معدني حول الحظيرة لزيادة الحماية.

في النظام شبه المكثف، تعيش الماعز في حظائر عادية مزودة بفراش خفيف، ويمكنها الخروج للرعي في الأراضي المفتوحة. هذا النظام يجمع بين التغذية داخل الحظيرة والرعي الطبيعي، ويُناسب القطعان الصغيرة إلى المتوسطة. سقيفة جيدة التهوية تكفي لتربية عدد محدود من الماعز.

تغذية الماعز وعادات الرعي

الماعز تأكل أنواعًا متعددة من الأعلاف أكثر من الأغنام أو الأبقار. تفضل الأعلاف البقولية ولا تميل إلى أكل القش الجاف أو الذرة الصفراء كثيرًا. تحب التبن الناتج من أعشاب الغابات إذا تم حصاده مبكرًا، وأيضًا القش الناتج من المحاصيل البقولية. تحتاج أيضًا إلى الحبوب مثل القمح والذرة، بالإضافة إلى خليط معدني عالي الجودة يمكن تحضيره خصيصًا لها.

التطعيمات والتخلص من الديدان

يجب تطعيم الماعز ضد أمراض مثل الحمى القلاعية والطاعون والكزاز بشكل منتظم.

التخلص من الديدان ضروري مرتين في السنة على الأقل، خصوصًا قبل موسم التزاوج. الصغار يجب التخلص من ديدانهم كل شهر.

فوائد تربية الماعز

تربية الماعز مشروع اقتصادي مربح، خصوصًا للمزارعين الصغار. تكلفة شراء الماعز منخفضة، ويمكن بيعها أو الاستفادة من منتجاتها بسهولة. الماعز تنتج الحليب، اللحم، السماد، الجلد والشعر.

فترة الحمل قصيرة (حوالي 150 يوم)، والعمر الإنتاجي يصل إلى 7 سنوات من أصل عمر إجمالي يبلغ 15 سنة. تنتج الماعز سمادًا غنيًا مفيدًا للزراعة وتسميد أحواض الأسماك.

أنظمة تربية الأغنام والماعز

1. النظام الواسع (الرعي الحر):

يُترك القطيع في المراعي طوال الموسم. هذا يقلل من تكلفة الأعلاف، لكنه لا يستغل المراعي بشكل فعّال. من الأفضل تطبيق نظام "الرعي الدوراني"، حيث تُقسم المراعي إلى أقسام وتُنقل الحيوانات من قسم إلى آخر بشكل منظم، مما يقلل العدوى الطفيلية
ويحافظ على جودة الأعلاف.

2. النظام شبه المكثف:

يجمع بين الرعي المحدود والتغذية داخل الحظيرة. تُوفر المأوى ليلاً مع السماح بالرعي اليومي لساعات محددة. يُستخدم هذا النظام
للقطعان من 50 إلى 350 رأس. يُقلل من العمالة ويزيد من إنتاج الحليب واللحم خصوصًا في الفترات التي يقل فيها العلف الطبيعي.

3. النظام المكثف (بدون رعي):

يتم تربية الماعز في حظائر مغلقة طوال الوقت ويتم تقديم الأعلاف يدويًا. هذا النظام مناسب للإنتاج التجاري الكبير خصوصًا لإنتاج الحليب. يتطلب عمالة ومصاريف أكثر لكنه يسمح بإدارة دقيقة للحيوانات واستغلال المساحة والروث بشكل فعّال.