الإثنين، 21 ذو القعدة 1446 ، 19 مايو 2025

حقائق مذهلة عن النوم: لماذا ينام الدولفين بعين واحدة فقط؟

الدولفين
نوم الدلافين
أ أ
techno seeds
techno seeds
إحدى الظواهر الطبيعية التي تثير الدهشة عند دراستها هي طريقة نوم الدلافين، فهي تُظهر تكيفات بيولوجية مذهلة تمكنها من النوم في الماء بينما تبقى يقظة للحفاظ على البقاء وإجراء الأنشطة الحيوية مثل التنفس.

الدولفين يستخدم تقنية تُعرف بـ"نوم نصف الدماغ" حيث يظل نصف دماغه نائمًا في حين يبقى النصف الآخر مستيقظًا، هذه القدرة تسمح للدلفين بأن يظل على قيد الحياة، فبما أن التنفس لديها عملية إرادية لا تحدث تلقائيًا كما عند البشر، يحتاج الدلفين ليظل جزء من دماغه مستيقظاً ليتذكر أن يصعد إلى سطح الماء للتنفس من فينة لأخرى.


ليس فقط يبقى نصف الدماغ مستيقظًا خلال النوم، ولكن الدلافين تنام أيضًا بإبقاء عين واحدة مفتوحة والأخرى مغلقة، العين التي تبقى مفتوحة هي تلك المقابلة للنصف المستيقظ من الدماغ.

هذه الطريقة في النوم تساعد الدلافين على مراقبة محيطها وحماية نفسها من الحيوانات المفترسة وأيضاً متابعة أفراد مجموعتها في البيئة المائية.

علماء الأحياء البحرية والباحثون يجدون في هذه الظاهرة النومية للدلافين موضوعًا مثيرًا للدراسة، وقد وجدوا أن هذه الطريقة في النوم لا تسمح فقط للدلافين بالتنفس بل وكذلك بهدف البقاء في حالة تأهب، إذ يمكنها الاستجابة بسرعة لأي تهديدات محتملة أو الإشارات من الدلافين الأخرى.

تدل الدراسات على أن الدلافين تتبادل أدوار نصف الدماغ الذي ينام على فترات. ينام كل نصف لمدة حوالي ساعتين، ثم يستيقظ ويأخذ النصف الآخر فترته في النوم.

تسمى هذه العملية بالتناوب الدوري وتساعد في الحفاظ على الدماغ نشيطًا وجاهزًا للتعامل مع المحفزات الخارجية في كل الأوقات.
تزيد هذه السلوكيات النومية من قدرة الدلافين على التواصل والبقاء معًا كمجموعة.

من المعروف أن الدلافين حيوانات اجتماعية للغاية وتعيش في مجموعات تسمى القطعان. القدرة على الحفاظ على يقظة جزئية أثناء النوم تمنحهم القدرة على متابعة الصوتيات المائية والإشارات التي تصدرها المجموعة.

من المثير للاهتمام أن نوم الدلافين يعتبر قصيرًا نسبيًا مقارنةً مع الحيوانات الأخرى. فهي لا تحتاج إلى النوم لمدد طويلة. تشير التقارير إلى أن الدلافين تنام حوالي ثماني ساعات فقط على مدار اليوم الواحد، موزعة على عدة فترات قصيرة.

كما يُظهر النوم الفريد للدلافين كيف تتأثر سلوكيات الحيوانات ببيئتها وكيفية تكيفها مع التحديات التي تواجهها. فالدلافين، كحيوانات تعيش في البحر وتقوم بالغطس لأعماق كبيرة، قد طورت هذه التقنيات لتتلاءم مع بيئتها البحرية.

تأثير النوم على أداء الدلافين هو مجال آخر للبحث والدراسة. هل يمكن لقلة النوم أو اضطرابات النوم أن تؤثر على قدرات الدولفين الإدراكية أو الاجتماعية؟ هل هناك تصرفات تختلف بين الدلافين بناءً على عادات نومها؟ هذه مجالات لا تزال تحتاج إلى المزيد من التحليل والبحث.

يُمكن لهذه المعرفة أن تكون لها تطبيقات مهمة في مجالات مثل الحفاظ على الحياة البرية وإدارة الدلافين في الأسر. فمعرفة الأنماط النومية يمكن أن تساعد في وضع جداول للمراقبة والرعاية بما يتوافق مع حاجاتها البيولوجية الطبيعية.


في السياق الإنساني، قد تُلهمنا عادات نوم الدلافين لفهم أفضل لأهمية النوم وكيف يُمكن أن تتأثر أجسامنا ودماغنا بنقص النوم أو الإفراط فيه، النوم الجيد ضروري لصحة الإنسان، ومن الممكن أن توجد دروس يمكننا تعلمها من الطريقة التي تتعامل بها الدلافين مع النوم في بيئتها الصعبة.

تعد الدلافين من المخلوقات المعقدة التي ما زلنا نكتشف أسرارها ونتعلم من طرق حياتها. فالعجائب الطبيعية مثل نوم الدلفين بهذه الطريقة المذهلة تذكرنا بأن الطبيعة دائمة التطور وأن الحيوانات لديها استراتيجيات فريدة للتعامل مع التحديات التي تواجهها. بالتأكيد، هناك الكثير من الدروس والأبحاث المستقبلية التي يمكن أن تعزز فهمنا لعالم النوم في المملكة الحيوانية.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة