تعتبر مشاريع الأبقار الحلابة من أبرز المشاريع التي تعتمد عليها العديد من البلدان العربية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحليب وتغطية جزء من احتياجات سوق اللحوم الحمراء.

وعلى الرغم من أهمية هذه المشاريع في توفير مصدر غذائي رئيسي، إلا أن غياب سلالات الأبقار المطورة في بعض البلدان العربية يعد تحديًا كبيرًا، إذ تؤثر السلالات المحلية على إنتاجية الحليب بشكل ملحوظ.

اختيار السلالة الأكثر إنتاجية للحليب:

من أهم العوامل التي تؤثر في نجاح مشاريع الأبقار الحلابة هو اختيار السلالة المناسبة. تعد سلالة الهولشتاين من أكبر سلالات الأبقار المنتجة للحليب في العالم، وهي سلالة تحظى بشعبية كبيرة في العديد من الدول. تتميز هذه السلالة بإنتاجية عالية جدًا مقارنة بالسلالات المحلية، حيث يمكن للأبقار الهولشتاين أن تنتج كميات ضخمة من الحليب. 

وتعتبر الأبقار المستوردة من الولايات المتحدة وأستراليا من بين الأفضل إنتاجًا للحليب، حيث تتفوق في الإنتاجية على الأبقار الأوروبية والكندية لذلك، من المهم اختيار السلالة التي تتناسب مع احتياجات المشروع وتضمن أقصى استفادة من إنتاج الحليب.

تأثير المناخ على إنتاجية الأبقار:

يعد المناخ من العوامل الأساسية التي تؤثر في إنتاجية الأبقار المستوردة، خاصة وأن الأبقار الأوروبية والأمريكية غالبًا ما تكون معتادة على المناخ البارد حيث تتراوح درجة الحرارة المثالية لبقرة الهولشتاين بين 3 درجات مئوية كحد أدنى و23 درجة مئوية كحد أقصى. في المقابل، تتمتع معظم الدول العربية بمناخ حار، مما قد يؤثر سلبًا على إنتاج الحليب وخصوبة القطيع.

 عند تعرض الأبقار لدرجات حرارة مرتفعة قد تتجاوز 45 درجة مئوية، قد تتراجع إنتاجيتها بشكل كبير وتزيد فرص الإصابة بالأمراض. لتقليل هذا التأثير، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات مثل توفير الظل في الحظائر، واستخدام المراوح أو المكيفات في المناطق الحارة جدًا، بالإضافة إلى التأكد من توفير كميات كبيرة من المياه العذبة المبردة.

توفير الأعلاف المناسبة:

تعتبر الأعلاف من العناصر الحاسمة في نجاح مشاريع تربية الأبقار الحلابة. تساهم الزراعات العلفية في توفير الأعلاف الخضراء التي تعتبر عاملًا أساسيًا في تحسين إنتاج الحليب، خاصة خلال فصل الصيف,  كما أن توفير الأعلاف الخضراء يساعد في تقليل الاعتماد على شراء الأعلاف من السوق، مما يساهم في خفض التكاليف. 

قبل بدء المشروع، من الأفضل تخصيص مساحة تتراوح بين 1 إلى 1.5 هكتار من الأراضي لزراعة الأعلاف لكل بقرة، وفقًا لمستوى إنتاجيتها وجودة الأرض. يمكن الحصول على هذه الأراضي إما من خلال شراء أو تأجير الأراضي، أو اللجوء إلى استيراد الأعلاف من دول أخرى إذا كانت الأراضي الزراعية غير كافية.

الخلاصة إن إنشاء مشاريع الأبقار الحلابة في الدول العربية يحتاج إلى تخطيط دقيق يأخذ في الاعتبار العوامل المناخية والتغذوية المناسبة لكل نوع من الأبقار المستوردة. من خلال توفير السلالات المناسبة، وضمان التكيف مع المناخ الحار، بالإضافة إلى توفير الأعلاف بشكل مستدام، يمكن تحسين إنتاجية الأبقار وضمان نجاح المشاريع.

 إذا تم تنفيذ هذه الاستراتيجيات بشكل صحيح، فإن مشاريع الأبقار الحلابة ستساهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحليب وتحسين جودة اللحوم الحمراء في الأسواق المحلية.