رغم أن الكثير من مربّي المواشي يولون اهتمامًا بالغًا بالأعلاف والرعاية البيطرية، إلا أن عنصرًا حيويًا لا يقل أهمية يُهمل أحيانًا، وهو جودة مياه الشرب المقدمة للمواشي.

فالماء هو المكوّن الأساسي في جسم الحيوان، ويدخل في كل العمليات الحيوية من الهضم إلى إنتاج الحليب واللحم. لذا، فإن أي تهاون في نظافة أو صلاحية المياه قد يؤدي إلى خسائر صحية وإنتاجية جسيمة داخل القطيع.

الشروط الأساسية لمياه شرب صحية للمواشي

لتكون المياه مناسبة لشرب الأبقار أو الجاموس أو الأغنام، يجب أن تتوافر فيها المعايير التالية:

1. النقاء وخلو الماء من الملوثات

المياه المقدّمة للمواشي يجب أن تكون نقية، عديمة اللون والطعم والرائحة. وجود طعم أو رائحة غريبة قد يجعل الحيوان يعزف عن الشرب، ما يؤدي إلى جفاف وضعف في الشهية والنمو.

2. خالية من الرواسب والشوائب

يجب أن تخلو المياه من الرمال، الطين، أو الطحالب، لأن هذه الشوائب قد تسبب اضطرابات هضمية أو انسدادًا معويًا، خصوصًا عند العجول أو الأغنام الصغيرة.

3. درجة حرارة معتدلة

يُفضّل أن تكون المياه معتدلة الحرارة.

الماء البارد جدًا في الشتاء قد يُسبب تقلصات معوية.

والماء الساخن في الصيف قد يُقلل رغبة المواشي في الشرب، ويؤثر سلبًا على إنتاج الحليب واللحم.

أخطار المياه الملوثة على المواشي

الدراسات البيطرية تؤكد أن المياه الملوثة قد تكون مصدرًا رئيسيًا لانتقال الأمراض، مثل:

الإسهال المعدي في العجول

التسممات البكتيرية والطفيليات المعوية

مشكلات الكلى والجهاز البولي

لذلك، من الضروري تنظيف المشارب والأحواض يوميًا، وضمان أن تكون مصادر المياه (آبار – خزانات – مواسير) نظيفة وخاضعة للفحص الدوري.

نصيحة للمربين: لا تهمل الماء.. فهو أرخص علف

يقول خبراء الإنتاج الحيواني إن أرخص وسيلة لزيادة إنتاج الحليب واللحم هي تقديم مياه شرب نظيفة وكافية.
فالبقرة الحلوب قد تشرب يوميًا ما بين 40 – 80 لترًا من الماء، وأي نقص أو تلوث يؤثر بشكل مباشر على إنتاجيتها.

خلاصة القول:

إذا كنت تهدف إلى قطيع سليم ومنتج، فلا يكفي أن تهتم بالأعلاف فقط.
ابدأ من الماء. اجعله نقيًا، متاحًا، ومناسبًا في حرارته، وستحصد نتائج أفضل في الصحة والإنتاج