في ظل السعي المتواصل لتحسين سلالات الماشية وتوفير مصادر إنتاج حيواني عالية الجودة في المناطق العربية، يُسلط الضوء مؤخرًا على سلالة الماعز المورسيانو، ذات الأصول الإسبانية، والتي أثبتت قدرة عالية على التكيّف مع الظروف المناخية القاسية، خاصة الحرارة المرتفعة، ما يجعلها مرشحة بقوة للنجاح في البيئة المغربية وبعض الدول العربية.
ينحدر الماعز المورسيانو من المناطق الجبلية والريفية بجنوب شرق إسبانيا، وتحديدًا من مدن غرناطة، مورسيا، أليكانتي وألميريا، وقد بدأ تصديره إلى عدة دول حول العالم مثل أستراليا، أمريكا اللاتينية، شمال إفريقيا، وغيرها.
وتُعرف هذه السلالة بكونها ممتازة لإنتاج الحليب، حيث تدر أنثى المورسيانو بين 500 و900 لتر سنويًا، وقد تصل الكمية إلى 1000 لتر في المواسم الجيدة ومع الرعاية المكثفة. كما يمتاز حليبها بجودة عالية، ويُعد من أفضل أنواع الحليب من حيث التركيبة والقيمة الغذائية.
السلالة تنقسم إلى نوعين رئيسيين:
مورسيانو مونتانا: يتكيف مع المناطق الجبلية.
مورسيانو فاجيسي: يعيش في الأراضي المنبسطة، ويتميز بإنتاج حليب أوفر وحجم جسم أكبر.
ويمتلك ذكر المورسيانو وزنًا يتراوح بين 50 إلى 60 كغ، بينما تتراوح أوزان الإناث بين 30 إلى 50 كغ. ويأتي لون الشعر عادةً أسود أو بني
غامق، فيما يتميز الجسم بالسلاسة والاعتدال.
ويؤكد مربو الماشية أن هذه السلالة لا تقتصر فوائدها على الحليب فقط، بل تُربى أيضًا من أجل اللحم عالي الجودة، وتُعد كذلك خيارًا
مناسبًا كـ حيوان أليف بفضل طبعها الهادئ مقارنة بسلالات أخرى.
وفي ضوء خصائصها ومميزاتها، يتوقع خبراء الزراعة أن يُحقق الماعز المورسيانو نجاحًا لافتًا في عدد من الجهات المغربية ذات الطابع الجاف أو الحار، خاصة في ظل التحديات المناخية التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية في المنطقة.