الأربعاء، 05 صفر 1447 ، 30 يوليو 2025

متى يصح ذبح الأضحية؟ تحديد الوقت الشرعيوأحكام الذبح في أيام النحر من منظور دار الإفتاء

ذبح الاضاحي
الاضحية
أ أ
techno seeds
techno seeds
في إطار حرصها على توضيح الأحكام الشرعية المتعلقة بشعيرة الأضحية، أصدرت دار الإفتاء المصرية كتيبًا يضم حوالي 60 سؤالاً وجوابًا، تناولت فيه كل ما يهم المسلم حول هذه الفريضة العظيمة.

إليك أبرز ما جاء في هذه الإجابات، التي تغطي تعريف الأضحية، حكمها، شروطها، موعد الذبح، وكيفية تقسيمها.

ما هي الأضحية ولماذا شُرعت؟

الأضحية هي اسم لكل ما يُذكى (يُذبح) تقربًا إلى الله تعالى في أيام النحر بشروط معينة. سميت الأضحية بهذا الاسم لأنها تُفعل في وقت الضحى، الذي يبدأ بعد شروق شمس يوم النحر (العاشر من ذي الحجة).

الحكمة من مشروعية الأضحية متعددة الجوانب:

شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه المتعددة التي أنعم بها على عباده.

إحياء لسنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، عندما أمره الله تعالى بذبح الفداء عن ولده إسماعيل في يوم النحر. وهي تذكير للمؤمن بصبر إبراهيم وإسماعيل وتقديمهما طاعة الله ومحبته على محبة النفس والولد.

شكرًا لله على بلوغ الأيام المباركة والتوفيق للقيام بالعمل الصالح فيها.

حكم الأضحية وأهميتها

الأضحية مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع. وقد اختلف الفقهاء في حكمها على مذهبين:

جمهور الفقهاء (الشافعية والحنابلة، وأرجح القولين عند مالك): يرون أنها سُنة مؤكدة في حق الموسر (القادر).

أبو حنيفة: يرى أنها واجبة.

وأكدت دار الإفتاء أن المسلم القادر عليها يفوتُه خير كبير بتركها، مستدلة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسًا"

الأضحية أفضل من الصدقة؛ لأنها شعيرة تعلقت بإراقة الدم، وهي إما واجبة أو سُنة مؤكدة، ولا يقوم غيرها مقامها. حتى لو تصدق الإنسان بقيمة شاة حية في أيام النحر، فذلك لا يغنيه عن الأضحية. كما لا تجزئ الأضحية عن العقيقة، وهو المفتى به. وإن اجتمعت الأضحية والعقيقة وعجز المسلم عنهما معًا، فإنه يقدم الأضحية لضيق وقتها.

شروط الأضحية الشرعية

لصحة الأضحية، يجب أن تتوافر فيها الشروط التالية:

أن تكون من بهيمة الأنعام (الإبل، البقر، الغنم بأنواعها).

أن تكون حية وقت الذبح.

أن تُزهق روحها بالذبح الشرعي (قطع الأوداج).

ألا تكون صيدًا من صيد الحرم.

أن تبلغ السن الشرعي المحدد (جذعة للضأن، وثنية في غيره)، مع التساهل في حال اللحم الوفير إذا كانت أصغر سنًا.

أن تكون سالمة من العيوب الفاحشة (العمى، العور البيّن، المرض البيّن، العرج البيّن، الهزال الشديد). وتُجزئ بعض العيوب غير الفاحشة مثل الجماء (بلا قرون خلقة) أو مكسورة القرن إن لم يظهر عظم الدماغ.

أن تكون مملوكة للمضحي، أو أن يكون مأذونًا له بالتضحية بها صراحة أو دلالة.

أن ينوي بها التقرب إلى الله تعالى، وتكفي النية عند الشراء أو تعيين الذبيحة.

موعد الذبح وكيفية التوزيع

وقت الذبح: يبدأ بعد صلاة عيد الأضحى (اليوم العاشر من ذي الحجة) وينتهي بغروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة (آخر أيام التشريق). أفضل وقت للذبح هو اليوم الأول بعد صلاة العيد مباشرة. لا يجوز الذبح في ليالي النحر.

الذابح: يستحب أن يذبح المضحِّي ذبيحته بنفسه إن قدر، وإلا فليُوكّل مسلمًا يحسنه ويستحب له أن يشهد الأضحية. تجوز النيابة في الذبح، حتى لو كان النائب كتابيًا مع الكراهة. ويشترط في الذابح أن يكون عاقلًا، مسلمًا أو كتابيًا، وأن يذبح باسم الله تعالى.

آلة الذبح: يجب أن تكون قاطعة (معدنية أو غير معدنية) وأن تنهِر الدم (تجريه).

كيفية الذبح والنحر: يكون الذبح في الحلق (للشاة والبقرة)، والنحر في اللبة (للإبل). ويستحب الإسراع في الذبح، واستقبال القبلة، وإحداد الشفرة قبل الذبح دون رؤية الحيوان لها.

أحكام متفرقة وهامة:

الأضحية عن الميت: جائزة بالاتفاق إذا أوصى بها الميت. وإذا لم يوصِ بها، يجوز للوارث التضحية عنه من ماله الخاص عند الحنفية والمالكية والحنابلة، بينما منعها الشافعية إلا بوصية.

النيابة عن الأضحية: جائزة، والصكوك تعتبر نوعًا من الوكالة، ويجب فيها مراعاة الشروط الشرعية.

الاقتراض للأضحية: جائز لمن لا يجد المال الكافي، وتجزئ الأضحية بالثمن المقسط أو المؤجل.

الزكاة والأضحية: لا يجوز دفع ثمن الأضحية من مال الزكاة، فلكل منهما أحكامه ومصارفه الخاصة.

الأخذ من الشعر والأظافر: يُستحب لمن أراد أن يضحي ألا يأخذ من شعره وأظافره من بداية ذي الحجة حتى يذبح أضحيته، وهذا على سبيل الندب والاستحباب لا الوجوب.

دعاء الذبح: يُستحب أن يقول المضحي: "اللهم منك وإليك، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين"، مع التكبير والصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم والدعاء بالقبول.

بعد الأضحية: يُستحب انتظار حتى تسكن جميع أعضاء الذبيحة، ثم يأكل منها ويطعم ويدخر.

الأضحية عن أهل البيت: تجزئ الشاة الواحدة عن صاحبها وأهل بيته الذين ينفق عليهم.

الاشتراك في الأضحية: لا يجوز الاشتراك في الشاة والماعز، لكن يجوز في الإبل والبقر (سبع الواحد يجزئ عن أضحية). يجوز أن يشترك المسلم مع غير المسلم في الأضحية التي تجزئ عن سبعة.

جلد الأضحية: لا يجوز إعطاء الجزار شيئًا من الأضحية كأجر له، ولا يجوز بيع أي جزء منها لينتفع المضحي بثمنه. لكن يجوز التصدق بجلد الأضحية لجهات خيرية لبيعه وصرف ثمنه في مشاريع الخير.

استبدال لحوم الأضاحي: يجوز للجهات الخيرية استبدال لحوم الأضاحي بعد ذبحها لمصلحة الفقراء، حتى لو كان الاستبدال المباشر (لحم بلحم) لزيادة كمية اللحوم الموزعة.

ذبح الأضحية قبل العيد بسبب المرض: إذا مرضت الأضحية المعينة وأشرفت على الموت قبل العيد، وذبحها صاحبها ووزع لحمها، فذلك عمل مشروع لكنه يُعد صدقة ولا يُجزئ عن الأضحية.

الأكل من الأضحية المنذورة: المفتى به عدم جواز الأكل من الأضحية المنذورة، ويجب التصدق بجميعها.

ادخار لحم الأضحية: يجوز ادخار لحوم الأضاحي عند جمهور الفقهاء.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة