مزرعة الأسماك أو ما يُعرف بـ"المزارع السمكية" تُعدّ الشكل الرئيسي للزراعة المائية أو تربية الكائنات المائية، بينما تُصنَّف الطرق الأخرى ضمن نطاق "الاستزراع البحري".
وتشمل مزارع الأسماك تربية أنواع مختلفة من الأسماك في خزانات أو أحواض مائية لأغراض تجارية، وغالبًا لإنتاج الغذاء.
أما المنشآت التي تقوم بإطلاق صغار الأسماك في البيئات الطبيعية لتعزيز المخزون السمكي أو لأغراض الصيد الترفيهي، فتُعرف باسم "مفرخات الأسماك".
على مستوى العالم، تُعدّ أنواع مثل الشبوط، والسلمون، والبلطي، والسلّور من أكثر الأسماك شيوعًا في هذا القطاع.
أهمية المزارع السمكية
مع تزايد الطلب العالمي على الأسماك كمصدر للبروتين، أدى ذلك إلى الإفراط في صيد الأسماك من البيئات الطبيعية. وهنا تبرز أهمية المزارع السمكية كمصدر بديل يُسهم في تلبية هذا الطلب، ويوفر فرص عمل في قطاع الأسماك.لكن، لا تزال هناك تحديات، خصوصًا مع الأسماك آكلة اللحوم مثل السلمون. فرغم أنها تُربى في المزارع، إلا أنها تعتمد في غذائها على مسحوق وزيت السمك المستخرج من أسماك برية، ما يعني أنها لا تُخفف دائمًا من الضغط على مصايد الأسماك الطبيعية، بل قد تستهلك كميات من الأسماك البرية تفوق وزنها.
في عام 2008، سجّلت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إنتاجًا عالميًا من مزارع الأسماك بلغ 33.8 مليون طن، بقيمة تُقدّر بحوالي 60 مليار دولار أمريكي.
أنواع الزراعة المائية
تنقسم تربية الأسماك إلى فئتين رئيسيتين:الزراعة المائية التقليدية (المعتمدة على التمثيل الضوئي)
تعتمد هذه الطريقة على تغذية الأسماك من الموارد الطبيعية الموجودة في البيئة، مثل العوالق الحيوانية والنباتية. وتُستخدم الأسمدة (كالبوتاسيوم والنيتروجين والفوسفور) لزيادة إنتاج الطحالب، وبالتالي تعزيز إنتاج الغذاء الطبيعي للأسماك.
على سبيل المثال، تتغذى أسماك البلطي على العوالق النباتية بشكل مباشر، مما يساعد على رفع إنتاجية البرك.
إلا أن هذه الطريقة تواجه تحديات، أبرزها نمو الطحالب بشكل مفرط في الظروف الملائمة (ضوء شمس، درجة حرارة، مغذيات)، مما يؤدي لاحقًا إلى موتها ونفاد الأكسجين في الماء، وبالتالي وفاة الأسماك بسبب التلوث العضوي وغير العضوي، مثل ارتفاع نسبة الأمونيوم.
الزراعة المائية المكثفة
يتم فيها إطعام الأسماك عبر مصادر خارجية محددة بدقة، مما يسمح بالتحكم في نوعية الغذاء وزيادة الإنتاج، لكنها تتطلب بنية تحتية متطورة وتكلفة تشغيلية أعلى.