في ظل التوجهات الحالية نحو دعم المزارع الصغير وتحقيق الأمن الغذائي، يبرز دور الماعز كأحد أهم الحيوانات الاقتصادية في الدول النامية، وخاصة في الريف المصري، حيث يُطلق عليها لقب "بقرة المزارع الصغير"، لدورها البارز في إنتاج اللبن بتكاليف منخفضة وإمكانيات بسيطة.
وأكد خبراء بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني التابع لوزارة الزراعة، أن الماعز يتفوق على الأبقار من حيث الكفاءة الإنتاجية، إذ يصل إنتاجه من اللبن إلى نحو 30% من إنتاج البقرة، مقارنة بوزنه وكفاءة تحويل الغذاء، فضلًا عن تكاليف تربية أقل، وقدرة عالية على التكيف مع الظروف البيئية الصعبة.
ويتميز الماعز أيضًا بخصوبة مرتفعة، حيث تصل نسبة التوائم إلى أكثر من 2.3 جدي لكل 100 عنزة، كما أنه حيوان منزلي لا يحتاج إلى عمالة مدربة، ويمكن رعايته بسهولة من قِبل أفراد الأسرة، ما يجعله خيارًا مثاليًا للمزارعين محدودي الدخل.
وفي سياق متصل، أشار المعهد إلى أن الماعز لديه قدرة متميزة على تحويل المخلفات الزراعية كالأتبان وقش الأرز إلى لحوم وألبان، وهو ما يجعل تكلفة إنتاجه أقل مقارنة بالحيوانات الأخرى، مما يشجع صغار المربين على التوسع في مشروعات تربية الماعز.
وقد شهدت وزارة الزراعة خلال السنوات الماضية، وبدعم من معهد بحوث الإنتاج الحيواني، عودة قوية لبرامج تحسين وتطوير سلالات الماعز، خاصة في محافظات مثل مرسى مطروح، الشرقية، الإسماعيلية، وأسيوط، بعد توقفها في الستينات نتيجة مفاهيم خاطئة حول تأثير الماعز على البيئة.
ولإنجاح مشروع تربية الماعز، ينصح الخبراء بأن يبدأ المربي بعدد لا يزيد عن 20 إلى 30 رأسًا في السنة الأولى لاكتساب الخبرة، مع ضرورة الاستعانة بفنيين متخصصين في تصميم الحظائر وتحديد احتياجات القطيع، لضمان أفضل أداء ممكن.
ويُعتبر القطيع الاقتصادي الأمثل بين 100 إلى 200 رأس، حيث يمكنه تغطية التكاليف الثابتة وتحقيق عائد جيد، مع التأكيد على أهمية تناسب حجم القطيع مع الموارد العلفية المتاحة في المنطقة.
