أكد الدكتور خالد محروس، أستاذ رعاية الدواجن بكلية التكنولوجيا والتنمية بجامعة الزقازيق، أن عملية تفريخ بيض النعام تُعد من العمليات المعقدة التي تتطلب توافر عدة عوامل رئيسية لضمان تحقيق نسب فقس مرتفعة، مشددًا على أن نجاح التفريخ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعوامل الوراثية والبيئية والغذائية، إلى جانب خصائص البيضة ذاتها مثل الحجم، والمسامية، وجودة البياض.
وأوضح "محروس" أن عمر الأنثى يلعب دورًا مهمًا في نسب الفقس، حيث أظهرت دراسات دولية أن أفضل نسب للفقس تم تسجيلها لدى إناث النعام في عمر ما بين 7 و11 عامًا، بينما تُعد الإناث الصغيرة (بعمر سنتين) أقل كفاءة في هذا الجانب، مضيفًا أن الدراسات حول هذا العامل لا تزال مستمرة لتحديد العمر الأمثل اقتصاديًا.
وشدد الخبير في رعاية الدواجن على أهمية عدم التزاوج بين الأقارب لتفادي ظهور مشكلات وراثية، مع ضرورة الاحتفاظ بسجلات دقيقة لكل طائر تشمل الوزن، ومعدلات النمو، والإنتاج، ومعدلات النفوق والأمراض، مؤكدًا أن العوامل البيئية، وعلى رأسها درجات الحرارة والرطوبة المرتفعة، تؤثر سلبًا على جودة البيض ونسب الخصوبة والفقس، ما يتطلب تحسين بيئة التربية عبر الظل، والأشجار، وتوفير مياه نظيفة على مدار اليوم.
وفيما يخص البيض، أوضح الدكتور محروس أن الوزن والمسامية لهما تأثير مباشر على الفقس، حيث أظهرت الأبحاث أن البيض الكبير جدًا (أكثر من 1600 جرام) أو الصغير جدًا يعطي نسب فقس منخفضة, كما أن المسامية الزائدة أو القليلة في قشرة البيضة قد تؤدي إلى فقدان الماء أو صعوبات في التنفس الجنيني، وبالتالي ضعف فرص الفقس.
وأشار إلى أن محتوى البيضة من العناصر الغذائية، خاصة الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل فيتامين E، والمنجنيز، والسيلينيوم، له تأثير حاسم على تطور الجنين وسلامته، لافتًا إلى أن نقص هذه العناصر سواء نتيجة خلل في العليقة أو سوء الامتصاص، يؤدي إلى تشوهات أو نفوق الأجنة، داعيًا إلى ضرورة صياغة برامج تغذية دقيقة لإناث النعام.
كما تناول محروس أهمية جودة الألبومين (البياض)، موضحًا أن البيض الطازج أو الناتج عن إناث صغيرة عادةً ما يحتوي على بياض سميك عالي اللزوجة، مما قد يُعيق انتقال الأكسجين إلى الجنين في مراحل النمو الأولى، وبالتالي يؤدي إلى انخفاض نسب الفقس.
وفي ختام تصريحاته، دعا الدكتور خالد محروس إلى تعزيز التعاون بين مزارع النعام والجامعات والمراكز البحثية، لإجراء المزيد من الدراسات التطبيقية التي تسهم في تطوير إنتاج النعام في مصر، ورفع معدلات التفريخ وتحقيق أعلى عوائد اقتصادية ممكنة في هذا القطاع الواعد.