تُعد موجات الحر من أبرز التحديات البيئية التي تواجه تربية الدجاج، حيث يُسبب الإجهاد الحراري تأثيرات سلبية واضحة على صحة وإنتاجية الطيور ,تشمل هذه التأثيرات انخفاض استهلاك العلف، تباطؤ معدلات النمو، ارتفاع معدلات النفوق، واضطرابات في الوظائف الحيوية للدجاج.

لذلك، أصبح من الضروري اعتماد استراتيجيات متكاملة وفعالة للتقليل من تأثير الحرارة المرتفعة على الدجاج، من خلال تحسين الإدارة التغذوية، إضافة المكملات الغذائية، تطبيق الأساليب الوراثية والفسيولوجية، بالإضافة إلى الإدارة البيئية المثلى.

الاستراتيجيات التغذوية للدجاج في موجات الحر

من أهم الإجراءات التغذوية لتقليل الإجهاد الحراري تعديل توقيت وكميات العلف المقدم للدجاج. مثلاً، تقييد العلف خلال ساعات الذروة الحرارية (من 8 صباحًا حتى 5 مساءً) يساعد في تقليل حرارة الهضم ويخفض حرارة جسم الدجاج، مما يقلل من تراكم الدهون الحشوية ومعدلات النفوق. 

كما أن تقديم العلف الرطب، بخلطه مع الماء بنسبة 1:1، يُحسن من استهلاك العلف والكفاءة الغذائية للدجاج ويخفف من حدة الإجهاد الحراري. إضافة الدهون بنسبة 5-8% إلى العلف يمد الدجاج بطاقة عالية دون زيادة في الحرارة الأيضية، مما يدعم النمو حتى في الظروف الحارة.

دور الإضافات الغذائية في دعم الدجاج ضد الحرارة

تلعب الإضافات الغذائية دورًا حيويًا في تقوية مناعة الدجاج وتحسين توازنها الأيضي خلال موجات الحر. تزويد الدجاج بفيتامينات C وE كمضادات أكسدة، إلى جانب البروبيوتيك والمستحضرات النباتية، يعزز من الأداء المناعي ويقلل من معدلات النفوق.

كما أن استخدام الإلكتروليتات والمعادن مثل الزنك والمغنيسيوم يساعد في ضبط توازن الحموضة في الدم والتقليل من أعراض الإجهاد الحراري.

الاستراتيجيات الوراثية والفسيولوجية لتحمل الدجاج للحرارة

تعتبر تقنيات التكيّف الحراري الجنيني من الابتكارات الواعدة في تربية الدجاج، حيث يتم تعديل درجات حرارة الحضانة في مراحل النمو المبكرة لبرمجة الطيور جينيًا على تحمل الحرارة، مما يقلل من آثار الإجهاد الحراري دون التأثير على النمو الطبيعي.

كما يُنصح باختيار سلالات دجاج مقاومة للحرارة، مثل سلالات "naked neck" أو "frizzle"، والتي تحمل جينات تساعدها على التكيف مع الأجواء الحارة، مع ضرورة متابعة أدائها بشكل مستمر لضمان ملاءمتها للتربية التجارية.

الإدارة البيئية المناسبة لمزارع الدجاج في فصل الصيف

تُعتبر الإدارة البيئية من الركائز الأساسية لتقليل تأثيرات الحرارة على الدجاج. توفير تهوية جيدة، استخدام أنظمة التبريد بالرذاذ، وضبط رطوبة العنابر يخلق بيئة أكثر راحة للطيور.

 كذلك، يلعب تصميم العنابر وتنظيم كثافة التربية وسلامة الفرشة دورًا هامًا في الحد من الإجهاد الحراري, وتساعد التقنيات الحديثة مثل أجهزة البلوتوث الحراري والتصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء في رصد درجات حرارة الدجاج مبكرًا، ما يتيح اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لتقليل الضرر.

خلاصة

مواجهة موجات الحر في تربية الدجاج تتطلب اعتماد نهج شامل يجمع بين إدارة تغذوية ذكية، إضافات غذائية مدروسة، تطبيقات وراثية وفسيولوجية متقدمة، وإدارة بيئية مثالية. 

هذا التكامل يعزز من صحة الدجاج، يقلل معدلات النفوق، ويحسن من الأداء الإنتاجي، مما يضمن استدامة وجودة الإنتاج حتى في الظروف الحرارية الصعبة.