قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن قوله تعالى: "وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه" من الآيات التي تحمل في طياتها تهكماً وسخرية من أهل النار، موضحاً أن الإغاثة المذكورة هنا لا تعني الرحمة، بل هي صورة من صور العذاب الشديد.
وأضاف الجندي، خلال مشاركته في حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" من برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، أن لفظ "يغاثوا" قد يبدو للوهلة الأولى وكأنه يحمل دلالة الرحمة، لكنه في الواقع تعبير تهكمي، إذ إن الماء الذي يُغاثون به بالغ الحرارة لدرجة أنه يشوي الوجوه حتى قبل أن يصل إلى البطون، بل إن بخاره وحده يحرق الوجوه، فما بالنا بمن يشربه؟
وأشار إلى أن هذه الآيات تؤكد أن من اختار الكفر بإرادته في الدنيا لا يملك الحق في طلب الرحمة بعد فوات الأوان، ففرصة التوبة والعودة إلى الله كانت متاحة أمامه، لكنه أهدرها بمحض إرادته.
وانتقد الجندي ما يروّجه البعض من تفسير مغلوط لقوله تعالى: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر", مشدداً على أن هذه الآية تقرر مبدأ حرية الاختيار في الدنيا، لكنها في الوقت ذاته توضح العاقبة الخطيرة والوعيد الشديد لمن يختار طريق الكفر.
واختتم قائلاً: "القرآن الكريم مليء بآيات التوبيخ والسخرية من أهل الباطل والمتكبرين، كقوله تعالى: ذق إنك أنت العزيز الكريم، التي جاءت في سياق السخرية ممن اغتروا بأنفسهم في الدنيا، لتكون رسالة واضحة بأن حرية الاختيار مسؤولية عظيمة، يتحمل الإنسان عواقبها كاملة في الدنيا والآخرة".