قال الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، إن ضعف الأخلاق يؤدي بالضرورة إلى اختلاف في وجهات النظر وانفلات في السلوكيات يصل أحيانًا إلى التحرش اللفظي والجسدي، مجدّدًا الدعوة إلى ضرورة ضبط الميزان الأخلاقي والعلمي في المجتمع لمعالجة الظاهرة.
وأضاف الدكتور أبو عمر ، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن ميزان الأخلاق هو المِقياس الذي إن كان مضبوطًا لن تظهر تلك السلبيات والسلوكيات، مؤكّدًا أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم جاءت لتُتمّ مكارم الأخلاق، وأن تقويم السلوك هو جوهر هذه الرسالة.
وتابع: «الاختلاف في الرأي لا يعني أن يجعل أحدنا الآخر مستباحًا أو لا يحق له الخصوصية؛ فالتصريح بكلمات جارحة تجاه فتاة في الشارع أو الاعتداء عليها باليد، أو التصرفات غير اللائقة في المواصلات، كل ذلك يعكس نقصًا في الاحترام وفي وعي الإنسان بواجباته نحو الآخرين».
وشدّد الدكتور أبو عمر على أن احترام كيان الإنسان وحقه في العيش بأمان في المجتمع واجب على كل فرد، قائلاً: «يجب أن نكون حماة وحُرّاسًا للناس، خاصة للبنات اللاتي هنَّ كأخواتنا وأمهاتنا وبناتنا؛ ما لا نرضاه لأهل بيتنا لا يجوز أن نرضاه لغيرنا».
وربط الدكتور أبو عمر بين تمام الإيمان والكمال الأخلاقي، مبينًا أن من مقاصد الإيمان أن يحب الإنسان للناس ما يحب لنفسه: «إذا كنت لا تقبل أن يعتدي أحد على أختك أو ابنتك أو زوجتك، فلا تقبل أن يعتدي على الآخرين — من يقبل ذلك من عديم المروءة والشهامة».
وأكّد أن الخلل الجوهري يكمن في السلوك والأخلاق، موضحًا: «لو كان لدى الناس ضبط بضوابط أخلاقية، ولو كان في داخلهم شهامة وأصالة وتربية سليمة، لما قبلوا لأنفسهم أن يهينوا أنفسهم أو يعتدوا على حريات الآخرين».
ودعا الدكتور أيمن أبو عمر، للتربية السليمة وغرس قيم الاحترام والكرامة، لأن ضبط الأخلاق هو السبيل الأمثل لدرء الانحرافات وحماية المجتمع من مظاهر التحرش بكل أشكاله.