علق الدكتور محمد سيد أحمد، المحلل السياسي وأستاذ علم الاجتماع السياسي، على الأحداث الأخيرة في سوريا، حيث اقتحمت قوات الأمن السورية حي السومرية المتهدم في دمشق أواخر أغسطس الماضي، مدججة بالسلاح وأوامر الإخلاء، معتبرًا ما حدث استمرارًا لنهج الإرهاب الموجه ضد الشعب السوري.
وأوضح الدكتور محمد سيد أحمد في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن حي السومرية ينقسم إلى قسمين: الأول يضم مساكن منظمة مخصصة للضباط وأسرهم على غرار التجمعات العسكرية أو الشرطية، بينما يجاوره قسم عشوائي يقطنه مواطنون بسطاء شيدوا منازلهم على أراضي الدولة.
وأشار إلى أن المزاعم حول إقامة هؤلاء دون سند قانوني غير صحيحة، حيث إن الدولة منحت هذه المساكن للضباط وأسرهم منذ عقود.
وأضاف أن ما جرى في السومرية يثير علامات استفهام كبيرة، إذ لم تُطبق نفس الإجراءات في باقي أنحاء سوريا، بل استهدفت أبناء الطائفة العلوية على وجه الخصوص، في حين تُركت الطوائف الأخرى دون أي تدخل مماثل.
واعتبر أن هذا النهج يعكس سياسة انتقائية تهدد بإشعال الفتنة الطائفية وزرع بذور الفوضى.
وأكد المحلل السياسي، أن تهجير آلاف الأسر من منازلها التي أقامت فيها لعشرات السنين وتركها في العراء هو جريمة مكتملة الأركان لا تمت للقانون أو الشرع بأي صلة، مشددًا على أن ما يحدث يندرج تحت ممارسات إرهابية تنتهجها جبهة النصرة ومن يقف خلفها.
وختم المحلل السياسي تصريحه بالتأكيد على أن هذه السياسات الخطيرة لا تؤدي إلا إلى تأجيج الصراعات الداخلية، وتهديد وحدة المجتمع السوري، وزيادة معاناة الأبرياء الذين يدفعون ثمن صراعات سياسية وعسكرية لا ذنب لهم فيها.