أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن هناك فرقًا واضحًا بين الغيرة على الدين والغلو فيه، موضحًا أن الغيرة الصادقة نابعة من حبٍ لله تعالى وفهمٍ صحيحٍ لشرعه، وتتبعها رحمةٌ بالناس وإنسانيةٌ في الدعوة، بينما الغلو والتشدد يؤديان إلى تنفير الناس من الدين بدلًا من تقريبهم إليه.
وأضاف الدكتور أبو عمر، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن الغيرة الحقيقية تُترجم إلى شفقه على الناس وخوفٍ عليهم من البُعد عن طريق الله، أما الغلو فهو أن يرى الإنسان نفسه وصيًا على الدين أو أفضل من الآخرين، معتبرًا أنه لا أحد كان أغير على حدود الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك لم يكن متشددًا أو عنيفًا في دعوته، بل كان رفيقًا رحيمًا.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم «ما خُيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا»، وهو ما يعكس منهج اليسر والسماحة الذي جاء به الإسلام، مستشهدًا بقول الله تعالى:
﴿مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾،
وقوله سبحانه: ﴿مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾،
وقوله جل وعلا: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.
وأوضح أن رحمة الله هي الأصل في التشريع، وأن التشدد ليس دليلًا على التقوى بل على سوء الفهم للمقاصد الشرعية، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم حذّر من الغلو في الدين، فقال: «إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين».
وأكد على أن المسلم الصادق هو من يفهم روح الدين ومقصده، فيدعو بالحكمة والرفق، ويتبع نهج النبي في التيسير والرحمة، لا في التعسير والتشدد.
 
                             
						 
								

 
                             
                            

