قال الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إن القوافل الدعوية بالأزهر الشريف تُعنى بشكل أساسي بقضايا المرأة والأسرة، وتأتي تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي يوصي دائمًا بأن يكون الدعاة قريبين من الناس، ومن أفكارهم وتساؤلاتهم، وأن يتحلّوا بالمرونة الفكرية في التعامل مع احتياجات المجتمع التي تتجدد يومًا بعد يوم، خاصة في ظل الانفتاح الواسع الذي فرضته وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن القافلة الأخيرة تُعد نوعية من حيث المكان والمضمون، إذ توجهت إلى منطقة سيوة الحدودية ذات الطبيعة الخاصة والمجتمع الكريم المحافظ، مشيدًا بالدعم الكبير الذي قدّمته قيادات المحافظة في تيسير أعمال القافلة، من توفير الإقامة والمواصلات وتنظيم اللقاءات مع الأهالي، مما ساهم في نجاحها ووصولها إلى كل الفئات.
وأضاف الهواري أن القافلة استطاعت، بفضل الله، أن تصل إلى الناس في بيوتهم، وليس فقط في أماكن التجمعات العامة مثل المساجد والمدارس ومراكز الشباب، كما أولت اهتمامًا خاصًا بالتجمعات النسائية، مراعيةً العادات والقيم الأصيلة التي يتميز بها المجتمع السيوي، ومؤكدةً على أهمية الحفاظ عليها في إطار القيم الإسلامية الراقية.
وأشار إلى أن القوافل الدعوية تهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة وتوضيح الصورة الحقيقية لسماحة الإسلام، موضحًا أن كل قافلة تُرسل بعنوان يناسب الزمان والمكان والحدث، فبعض القوافل تتناول موضوعات تتعلق بالانتماء الوطني في مناسبات مثل نصر أكتوبر، وأخرى تركز على قضايا فكرية أو أسرية أو شبابية بحسب طبيعة كل منطقة.
وأكد الدكتور محمود الهواري أن الأزهر الشريف يحرص على اختيار وعاظ وواعظات يتمتعون بالكفاءة والمرونة الفكرية والقدرة على الحوار، ليتمكنوا من مخاطبة الشباب بلغتهم، ومناقشة القضايا الراهنة بعيدًا عن النمطية، مشيرًا إلى أن الأزهر تجاوز الأساليب التقليدية في الدعوة ليقدّم خطابًا متجددًا ومواكبًا للعصر.
وأكد الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، على أن الأزهر الشريف، بقيادة فضيلة الإمام الأكبر، سيظل قريبًا من الناس في كل المحافظات، ينشر الوعي والاعتدال، ويؤكد على قيم الانتماء للوطن، داعيًا الله أن يديم على مصر الأمن والاستقرار، ويحفظها من كل سوء.