أ
أ
حلاوة المولد النبوي الشريف ليست مجرد حلوى تُباع في الشوارع والأسواق، بل هي تقليد مصري متجذّر يعود إلى العصر الفاطمي، يحمل في طياته رموز الفرح والبهجة، ويعكس التراث الشعبي المصري الذي توارثته الأجيال منذ مئات السنين.
بداية ظهور حلاوة المولد في مصر
يعود أصل صناعة حلاوة المولد إلى دخول الفاطميين إلى القاهرة سنة 973هـ، حيث كانوا ينظمون احتفالات كبيرة بالمولد النبوي، تتضمن مواكب رسمية، وزينة في الشوارع، وإنشادًا صوفيًا.
وخلال هذه الاحتفالات، كانت الحلوى تُوزع على الناس والجنود بهدف تعزيز الولاء، وتخفيف معاناة الحياة، وبث البهجة في قلوب الجميع.
دمية العروس والفارس.. من موكب الخليفة إلى رموز الاحتفال
استلهم صانعو الحلوى في العصر الفاطمي أشكالهم من موكب الخليفة، فابتكروا دمى العروس المصنوعة من السكر التي تحاكي زوجة الخليفة، ودمى الفارس على الحصان التي تمثل الحاكم.

وتقول إحدى الروايات إن الحاكم بأمر الله خرج برفقة زوجته في موكب المولد، فاستُلهم من ملابسها وتاجها شكل العروسة التقليدية التي لا تزال تُصنع حتى اليوم.
مكونات حلاوة المولد قديمًا
كانت حلاوة المولد التقليدية تُصنع من:
العسل الأبيض
المكسرات (مثل الحمص والفول السوداني)
الألوان الطبيعية

الزينة الورقية والمراوح الملونة
وكانت تُشكل يدويًا بأشكال مبهجة، تعكس مظاهر الاحتفال والفرحة.
رمزية دمية العروسة والحصان في المجتمع المصري
تشير روايات أخرى إلى أن الفاطميين كانوا يستخدمون دمى العرائس والهدايا السكرية لتكريم الجنود بعد المعارك، كما ارتبطت لاحقًا بأفراح الزواج، فكان يُنظر إلى العروسة كرمز للفرح والخصوبة.
ولهذا استمر تقليد صناعتها حتى اليوم في مواسم المولد وأحيانًا في المناسبات السعيدة.
حلاوة المولد اليوم: بين التقليد والتجديد
على الرغم من التحديات الاقتصادية وارتفاع تكاليف الإنتاج، لا تزال شوارع مصر تتزين بالشوادر والأسواق التي تبيع حلاوة المولد بأشكالها المتنوعة، بدءًا من:
العرائس والحصان المصنوعين من السكر

إلى الحلوى الحديثة مثل السمسمية، والحمصية، والمشبك
وتظل هذه الحلوى رمزًا للفرحة الشعبية المرتبطة بذكرى مولد النبي محمد ﷺ، وجزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية المصرية.