الثلاثاء، 15 ذو القعدة 1446 ، 13 مايو 2025

دور القيلولة في الوقاية من أمراض القلب وتحسين الصحة العامة

النوم متاخر
قيلولة
أ أ
techno seeds
techno seeds
يظن البعض أن القيلولة مجرد رفاهية أو عادة مرتبطة بالكسل، لكن العلم له رأي مختلف تمامًا؛ فالقيلولة إذا أُخذت بشكل معتدل ومدروس، تُعد واحدة من أسرع الطرق لاستعادة النشاط العقلي والبدني خلال اليوم.

وفقًا لدراسات حديثة من مؤسسات بحثية كبرى مثل “ناسا” و”جامعة هارفارد”، فإن قيلولة قصيرة تتراوح بين 10 و30 دقيقة يمكن أن تحسّن الانتباه، وتعزز الأداء العقلي، بل وتساعد في تقوية الذاكرة وزيادة الإنتاجية، دون أن تؤثر سلبًا على النوم الليلي.

الباحثون يشرحون أن الجسم والعقل يمران خلال النهار بحالة من “انخفاض الطاقة” الطبيعية، عادة في فترة ما بعد الظهر، وتُعد القيلولة وسيلة بيولوجية ذكية لتجاوز هذه المرحلة دون اللجوء إلى الكافيين أو المنبهات الاصطناعية.

ولا تقتصر فوائد القيلولة على الدماغ فحسب، بل تمتد لتشمل القلب والجهاز المناعي أيضًا؛ فقد أظهرت دراسة نشرتها المجلة الأوروبية للقلب أن من يحرصون على القيلولة بانتظام تنخفض لديهم احتمالات الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 37%.

ومع ذلك، يحذّر الخبراء من النوم الطويل في منتصف النهار، والذي قد يسبب اضطرابًا في دورة النوم الطبيعية، ويُشعر الشخص بالخمول بدلاً من الانتعاش ولهذا يُوصى بالقيلولة القصيرة، في بيئة هادئة وإضاءة خافتة، ويفضل ألا تتجاوز الساعة الثالثة عصرًا.

أما في بيئة العمل، فتتزايد الأصوات المطالبة باعتبار القيلولة القصيرة “حقًا صحيًا”، إذ باتت بعض الشركات الكبرى حول العالم توفّر غرفًا خاصة للقيلولة لموظفيها، بعدما أثبتت أنها تُقلل التوتر وتُحسن القرارات في بيئات العمل المرهقة.

وفي النهاية، علينا إعادة تعريف علاقتنا بالقيلولة: ليست ضعفًا أو ترفًا، بل أداة فعالة تعيد ضبط طاقتنا خلال اليوم، وتعزز أداءنا العقلي والجسدي وبينما نركض خلف الإنجاز، يجدر بنا التوقف قليلا لأخذ قسط من الراحة الذكية.

اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة