أ
أ
تتخذ مصر خطوات جادة نحو التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، لتصبح واحدة من أبرز الدول الرائدة في هذا المجال على مستوى المنطقة. لا يقتصر هذا التوجه على كونه التزامًا بيئيًا عالميًا، بل هو استراتيجية وطنية مدفوعة بعدة عوامل رئيسية.
1. إمكانات طبيعية هائلة
تتمتع مصر بموارد طبيعية وفيرة تؤهلها لتكون مركزًا للطاقة النظيفة. سطوع الشمس على مدار العام في معظم أنحاء البلاد يجعلها مثالية لمشروعات الطاقة الشمسية، مثل مشروع محطة بنبان للطاقة الشمسية في أسوان، التي تُعد من الأكبر على مستوى العالم. كما أن السواحل المصرية على البحرين المتوسط والأحمر، بالإضافة إلى الصحاري المفتوحة، توفر إمكانات هائلة لطاقة الرياح، ما أدى لإنشاء مزارع رياح ضخمة بمنطقة خليج السويس.
2. استثمارات حكومية وشراكات دولية
تدرك الحكومة المصرية أهمية الاستثمار في الطاقة المتجددة، وتعمل على جذب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية. تتبنى الدولة خططًا طموحة لزيادة نسبة مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني، وتوفر حوافز استثمارية لجذب الشركات الكبرى. هذه الشراكات الدولية، مثل التعاون مع ألمانيا في الهيدروجين الأخضر، تعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة النظيفة.
3. تلبية الطلب المتزايد على الطاقة
تزايد عدد السكان والتطور الصناعي في مصر يتطلب كميات هائلة من الطاقة. الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لا يضمن فقط استدامة إمدادات الطاقة على المدى الطويل، بل يقلل أيضًا من الضغط على الموارد التقليدية مثل الغاز الطبيعي والنفط. هذا التحول يسهم في تحقيق الأمن الطاقي، ويوفر فائضًا يمكن تصديره للدول المجاورة، مما يعزز الاقتصاد الوطني.
باختصار، فإن التزام مصر بالطاقة النظيفة ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة اقتصادية وبيئية واستراتيجية، تضعها على طريق التنمية المستدامة وتعزز دورها كقوة طاقية أقليمية.