أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن التقوى هي المقياس الحقيقي لقيمة الإنسان وعقله، مشددًا على أن الذكاء والحنكة والنباهة لا تساوي شيئًا إذا لم توصل صاحبها إلى طاعة الله والقرب منه.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن قوله تعالى: "واتقونِ يا أولي الألباب"، يحمل دلالة عظيمة على أن العقل الراجح هو الذي ينتج عنه تقوى حقيقية، وأن ما دون ذلك من الفطنة والحيل، قد يكون سببًا في شقاء صاحبه وشقاء البشرية.
وقال:"لا تقل لي إنك صاحب عقل راجح، أو شديد الذكاء، أو تمتلك فراسة، ما دمت لا تتقي الله، فما قيمة عقلك إذا لم يكن سبيلك إلى رضا الله؟"، مضيفا أن العالم اليوم مليء بعقول ذكية ومع هذا أضرت بالدنيا وأفسدت الحياة، لأن التقوى غابت عنها.
واستشهد رئيس الجامعة بقول الله تعالى: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، مبينًا أن قيمة الإنسان لا تقاس بمنصبه أو نسبه أو عقله المجرد، بل بدرجة تقواه، مؤكدًا أن التقوى هي الزاد، وهي الغاية، وهي ثمرة العقل السليم.
وأشار إلى أن تكرار كلمة "التقوى" في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: "واتقوني يا أولي الألباب"، فيه لفت عميق لقلوب العاقلين، ولمن أراد أن يكون عقلُه سببًا لنجاته في الدنيا والآخرة.
وتابع: "الزمخشري قال عن هذه الآية: من لم يتق الله من أولي الألباب فكأن لا لبّ له، وهذا المعنى يرسخ لدينا أن قيمة العقل في أثره، وأثر العقل في تقواه".