أكدت الدكتورة شيماء طلخان، استشاري العلاقات الأسرية، أن التفاهم بين الزوجين لا يأتي صدفة، وإنما يُبنى على وعي وسلوكيات يومية بسيطة لكنها مؤثرة، مشيرة إلى أن الكثير من الخلافات الزوجية يمكن احتواؤها أو تجاوزها إذا توفرت أدوات الحوار السليم والإدارة الهادئة للاختلافات.
وأوضحت استشاري العلاقات الأسرية، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن أولى الخطوات العملية التي ينبغي على الزوجين الالتزام بها هي تخصيص وقت منتظم للحوار المشترك، دون أي مقاطعات خارجية أو انشغال بالأجهزة الإلكترونية، مؤكدة أن تخصيص وقت أسبوعي – حتى وإن كان قصيرًا – للحديث بدون هواتف، يخلق نوعًا من القرب النفسي والانتباه المتبادل بين الطرفين.
وأضافت أن من بين أكثر الممارسات فاعلية، منح كل طرف مساحة يومية أو شبه يومية للفضفضة، على أن تتم هذه المساحة دون مقاطعة أو تعليق أو إصدار أحكام،لافتا إلى أن الهدف من هذا التمرين، ليس حل المشكلة في لحظتها، بل بناء شعور بالأمان داخل العلاقة، وهو ما يعزز من قدرة الطرفين على تجاوز التوترات.
كما شددت على أهمية وجود "قواعد ثابتة" تحكم العلاقة، تُتفق عليها مسبقًا، أبرزها منع استخدام الإهانات أو الألفاظ الجارحة خلال الخلافات، خاصة أمام الأبناء، وهو ما اعتبرته أحد أوجه الاحترام المتبادل الذي يجب أن يظل حاضرًا حتى في أصعب اللحظات.
وفيما يتعلق بتراكم المشكلات، أوضحت أن الحل لا يكمن في دفنها أو تجاهلها، بل في إدارتها بوعي، مقترحة أسلوبًا بسيطًا يتمثل في كتابة جدول يُقسّم التحديات اليومية إلى قسمين: أمور يمكن التغاضي عنها، وأخرى تستحق النقاش والحل. هذه الطريقة، بحسب قولها، تساعد على تفريغ الضغوط وتقليل التوتر العقلي، كما تكشف أن كثيرًا مما يثقل العلاقة لا يتجاوز كونه تفاصيل صغيرة متكررة.
وأكد على ضرورة تغيير طريقة الطلب أو الاعتراض داخل الحوار، بحيث يتحول من صيغة الاتهام إلى التعبير عن الاحتياج، مشيرة إلى أن استخدام "أنا أحتاج" بدلاً من "أنت لا تفعل" يُخرج الطرف الآخر من موقف الدفاع، ويفتح بابًا للحوار البنّاء، مما ينعكس مباشرة على استقرار العلاقة الزوجية ودفئها.